كوشنر يتوعد الفلسطينيين بسلب المزيد من حقوقهم..مجلس الأمن يناقش «صفقة القرن» الخميس.. ومطالبات فلسطينية وعربية برفض كل أشكال التطبيع
استكمالاً للمساعي الأميركية الرامية إلى تهيئة المناخات الدولية للإجهاز على حقوق الشعب الفلسطيني، والتي بدأت بالإعلان عن بنود ما يسمى «صفقة القرن»، ويبدو أنها لن تنتهي عند هذا الحد، أعلن جارد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره الأول، ومهندس «الصفقة المشؤومة» بأنه «إذا لم يستوف الفلسطينيون الشروط المطلوبة، فهو لا يعتقد أن على الكيان الصهيوني المخاطرة بالاعتراف بهم كدولة»، في إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة لن تعطي في المستقبل أي من الحقوق الفلسطينية بحدودها الدنيا من تلك التي أوردتها في تفاصيل المؤامرة قبل أيام، وستطلق العنان للكيان الصهيوني للعمل على احتلال ما تبقى من أراضي الفلسطينيين في القدس والضفة.
كوشنر وفي حديث لشبكة «سي إن إن» الأميركية تحدث عن تفاصيل الصفقة التي رفضها الفلسطينيون على الفور، وقال: إنه إذا أراد الفلسطينيون أن يعيشوا حياة طبيعية واعتيادية، فإن لديهم الآن إطارا للقيام بذلك» حسب تعبيره، وهذا تهديد أميركي واضح بأنه إذا لم يذعن الفلسطينيون، فسيكون هناك تصرف أميركي آخر.
من جهة اخرى قال مندوب بلجيكا الدائم لدى الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة ستعرض «صفقة القرن» على مجلس الأمن الدولي في 6 شباط الجاري.
وقال مصدر في مجلس الأمن الدولي في وقت سابق إن المجلس قد يناقش هذا الأسبوع الصفقة مع مستشار الرئيس الأميركي كوشنر.
وقال المصدر لوكالة سبوتنيك أمس: هذا اللقاء قد يتم في وقت لاحق من هذا الأسبوع، على شكل مشاورات مغلقة.
إلى ذلك تتواصل ردود الفعل المنددة والرافضة لـ«صفقة القرن»، حيث طالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي المجتمع الدولي برفض الصفقة الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقال المالكي في كلمة دولة فلسطين خلال الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة: نطالب برفض «صفقة القرن» بشكل قاطع وعدم قبول فرض أجندة الإدارة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي الاستعماري بإنكار الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وعدم التعاطي مع هذه الصفقة بأي شكل من الأشكال.
وجدد المالكي التأكيد أن إعلان الإدارة الأميركية «صفقة القرن» يشجع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي بجرائمه بحق الفلسطينيين داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات جادة وفورية لإنهاء الاحتلال ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدد المالكي على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن ثوابته الوطنية وحقوقه غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
بدوره أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أن الفلسطينيين يرفضون «صفقة القرن» المشؤومة ولن يتنازلوا عن حقوقهم المشروعة وسيواصلون نضالهم حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح المطران حنا خلال استقباله وفداً إعلامياً ألمانياً أمس أن الصفقة التي أعلن عنها ترامب مؤخرا هي محاولة إسرائيلية بغلاف أمريكي لتكريس الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية والاستيلاء على مدينة القدس وتزوير تاريخها وهويتها وتراثها.
وطالب المطران حنا المجتمع الدولي وكل الأحرار في العالم برفض هذه الصفقة وكل الصفقات الاستعمارية الرامية إلى النيل من إرادة وصمود الشعب الفلسطيني داعيا بالوقت ذاته إلى وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام لمواجهة هذه الصفقة المشؤومة.
وفي براغ أكد وزير الخارجية التشيكي توماش بيترجيتشيك أن ما تسمى»صفقة القرن» تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة.
واوضح بيترجيتشيك في حديث لقناة/بريما/ التلفزيونية التشيكية أن بلاده تدعم بشكل كامل التوافق في الاتحاد الأوروبي الذي يصر على احترام القانون الدولي وحل الدولتين مؤكدا أن مستقبل مدينة القدس لا يمكن إن يحل من خلال ما جاء في خطة ترامب.
كما أكد رئيس الحكومة التشيكية الأسبق ييرجي باروبيك أن خطة ترامب عبارة عن حيلة ولعبة سياسية داخلية يمارسها لكسب أصوات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة هذا العام.
وفي بيروت شهدت مدينة طرابلس شمال لبنان أمس وقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية تحت شعار «تسقط صفقة القرن» نفذها طلاب كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن المحتجين حملوا الأعلام الفلسطينية وأحرقوا علم كيان الاحتلال الإسرائيلي وصور ترامب مؤكدين رفضهم صفقة ترامب التي تضرب بحقوق الإنسان والقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية عرض الحائط كما تسعى إلى اغتصاب ما تبقى من فلسطين وتنتهك القرارات الدولية التي تؤكد حق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه.
وأعرب المشاركون في الوقفة عن رفضهم «صفقة القرن» واتفاقيات أوسلو وكامب ديفيد ووادي عربة وكل أشكال التطبيع العربي والخليجي مع الكيان الغاصب الذي يتواطأ مع ترامب لتوطين الفلسطينيين في بلاد اللجوء مشددين على أن لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين.
وفي الإطار ذاته أكد لقاء علمائي لبناني فلسطيني عقد أمس في مدينة صيدا بمشاركة عدد من علماء الدين أن فلسطين وعاصمتها القدس أرض عربية ليست للبيع ولا للتجزئة أو التنازل وأن حق العودة أمر مقدس وسيكون إلى كل فلسطين وخاصة الأراضي المحتلة عام 1948.
وشدد بيان صادر عن اللقاء على أنه لا يحق للرئيس الأمريكي ولا لغيره من المطبعين أن يقرروا ويتصرفوا عن الشعب الفلسطيني المقاوم الذي يرفض التنازل عن حبة تراب من أرض فلسطين، مؤكداً على أن الحل الوحيد هو دحر وطرد العدو الصهيوني من كل فلسطين.
ودعا البيان إلى وحدة الصف الفلسطيني الرافض لجريمة صفقة العار المسماة «صفقة القرن» مشيراً إلى أن وحدة الموقف والتمسك بالمقاومة هو الطريق الوحيد للصمود وإفشال هذه الصفقة وتحرير القدس وكل فلسطين.
إلى ذلك شهدت العاصمة الإيرانية طهران أمس اعتصاما شارك فيه حشد من الطلبة الجامعيين وأبناء الشعب الإيراني للتنديد بالمخطط الصهيو-أميركي المسمى «صفقة القرن».
وحمل المعتصمون الذين احتشدوا في ساحة فلسطين وسط العاصمة لافتات ورددوا هتافات مناهضة للولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي وأعربوا عن إدانتهم لسياسات واشنطن العدائية تجاه الشعب الفلسطيني المضطهد.
وشارك في الاعتصام طلاب من سورية وفلسطين واليمن والعراق وأفغانستان ودول أخرى.
وكالات- الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 4-2-2020
الرقم: 17184