ثورة أون لاين :
لعلنا نتفق جميعًا أن لكل مهنة خصوصية وطبيعة عمل قد تختلف عن الأخرى ، ولكن مهما اختلفت طبيعة عمل تلك المهن والوظائف إلا أنها تلتقي في بوتقة خدمة الوطن وأبناءه في كل زمان ومكان، واليوم نقدم باقة من ورد العطاء و التحية للكوادر التمريضية والصحية العاملة بمؤسساتنا الصحية بلدنا الغالية أو كما يطلق عليهم ملائكة الرحمة الجيش الصحي السوري، ولعلني أخص بشكري لأبناء الوطن العاملين في هذه المهنة الشريفة والانسانية على جهودهم المضنية ، وانسانيتهم الرائعة ، وابتسامتهم الرقيقة التي يلاقون بها مرضاهم كل حين ، مخبئين ضغوطهم النفسية ومثقلين بها كاهلهم ولكن بدون أن يشعر ضيفهم المراجع للمستشفى بما يعانونه من ممارسات القوانين والأنظمة المجحفة لحقوقهم التي يخضعون لها سواء كانت من وزارة الصحة او اصحاب القرار ، ولا يختلف اثنان على أن خصوصية مهنة التمريض يجب أن تقابلها امتيازات خاصة تتفق وحجم هذه الخصوصية ، فموضوع الحوافز وطبيعه العمل وتفعيل نقابه التمريض وتطبيق مرسوم الاعمال المجهدة والتوصيف الوظيفي يتصدر قائمة الهواجس النفسية والسيكولوجية للممرضين والممرضات فسنوات طويلة يحبسون في درجة مالية واحدة لا ترقيات لا علاوات استثنائية ولا حوافز تشجيعية لا طبيعه عمل فقط ٤% كذلك عدم تفعيل نقابة التمريض وانتخاب نقيب للتمريض دون مراعاة لما هم عليه من حال وبشكل يومي في مواجهات مستمرة مع المريض والمراجع والمشرف والمسؤول التمريضي والمسؤول الإداري والأطباء ناهيك عن معترك حياتهم الاجتماعية وضغوطها، للأسف الشديد قوانين وأنظمة الخدمة لم تراعي الكوادرالتمريضية وخصوصية وطبيعة عملهم التي يبصم عليها الجميع أنها تحتاج للتعزيز والتشجيع والحوافز المعنوية والمادية ، فهذه الأنظمة تعامل الجميع برؤية واحدة وفيها يتساوى الموظف الذي يدير أعمال مكتبية ويتمتع بإجازاته الأسبوعية والسنوية وإجازات المناسبات المختلفة وقد يكون بعيدًا عن ضغوطات التعامل مع المراجعين وبين هذه الفئات التي يختلط عليها الليل بالنهار وأيام العمل بأيام الإجازات ، وأحيانًا كثيرة الأسر تحتفل بالأعياد الدينية والاجتماعية وهم يحتفلون بها بطريقتهم الخاصة مع مرضاهم في المستشفيات، كل هذه الجوانب لم تلتفت إليها الأنظمة والقوانين فالجميع في دائرة واحدة، طرقنا باب طبيعة العمل والحوافز للممرضين فإنها لا تساوي شيء نظير الجهد المبذول وخاصة وأنهم يتعاملون مع مختلف الأمراض وحياتهم وأسرهم معرضة للخطر لاحتمالية العدوى من الأمراض التي يتعاملون معها بشكل يومي والكل يعرف أن المريض أول من يتعامل معه هو الممرض قبل الأطباء والمختصين منهم ، ناهيكم عن التسلسل الوظيفي للممرض مفقود فالممرض يبقى حاله كما هو عليه يتعين ممرض ويتقاعد وهو مسماه الوظيفي ممرض طبعا هذا في الأوضاع الطبيعية فليس هناك سلم وظيفي فني يتراءى أمام الهيئات التمريضية حتى يشجع طموحهم ويعزز مكانهم وهذا مرتبط بالدراسات العليا لهم فالمخصصات في هذا الجانب ضئيلة مقارنة بأعدادهم الكبيرة ، وعليه مما طرحناه فإننا نضع وزارة الصحة أن تسارع في اتخاذ الخطوات المناسبة لتحسين أوضاعهم وتفعيل نقابة التمريض والرقي بهم لأفضل المستويات حتى لا ندع الفرصة لهم أن تساورهم الأوضاع للمقارنة بأمثالهم في الدول الأخرى التي تضع الهيئات الطبية والتمريضية والتعليمية ضمن أولوياتها وتعزيزهم ماديًا ومعنويًا ، فطموحنا أن نرى الهيئات التمريضية ببلدنا في أعلى المستويات من حيث الدرجات المالية بحجم المهام التي يؤدونها وبطبيعة عملهم