ثورة أون لاين-ميساء الجردي:
بهدف تخفيف الضغط الكبير الذي يشهده قسم الإسعاف في الهيئة العامة لمشفى دمشق (المجتهد) افتتح وزير الصحة الدكتور وهبي اليازجي اليوم قسم الاسعاف الجديد الذي كان قد توقف العمل به نتيجة الحرب لعدة سنوات، ثم اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لإنجازه بمعايير عالية الجودة وبطاقة استيعابية أكبر. وأكد في تصريح للصحفيين أن قسم الإسعاف هو الجزء الأهم في أي مشفى، وهو المؤشر لأي هيئة أنها تقوم بواجبها على أكمل وجه، مبينا أن الإسعاف الجديد صرح حضاري يقدم خدمات لأكثر من خمسين مريضا بآن واحد وبخدمات كاملة. حيث تتوفر الكوادر التمريضية والطبية رغم كل الصعوبات التي مر بها القطاع الصحي في سورية.
واشار يازجي إلى الجهود المستمرة التي تقوم بها وزارة الصحة في ترميم المشافي والتي عددها يقارب 98 مشفى، اضافة إلى خمس مشاف جديدة انضمت مؤخرا إلى القطاع، حيث تم انشاء مشفى قطنا الوطني ومشفى هيئة الشهباء في السويداء، وهيئة الأطفال في طرطوس والعيادات الشاملة في صافيتا، كما تم تدشين مشفى ابن الوليد الذي كان مدمرا بحمص والآن سيتم تدشين المركز الاسعافي في هيئة الحمص الوطني، لافتا إلى الصرح الطبي الكبير الذي يتم انجازه في حلب لتخديم الأهالي بأمراض الأورام والذي سيتم تدشينه في نهاية هذه السنة مع كامل التجهيزات مثل المسرع الخطي والطبقي المحوري.
وأوضح وزير الصحة أن العمل بقسم الاسعاف الجديد بدأ منذ عشر سنوات ولكن بسبب ظروف الحرب توقف لعدة سنوات، حيث كانت الوزارة تعمل على خطة الطوارئ لتأمين الخدمات الضرورية للمواطنين، ولكن منذ عامين بدأ العمل بالمشروع وتم انجازه خلال فترة قصيرة بعد رصد المبالغ اللازمة.
من جانبه أكد الدكتور سامر خضر مدير الهيئة العامة لمشفى دمشق أن القسم الجديد للإسعاف سيخفف ضغط المراجعين عن قسم الاسعاف الخارجي في المشفى الذي يستقبل يوميا بين 1200 و1500حالة وهو بناء مستقل عن المشفى بنظام عمل يسهل حركة المريض وتقديم الخدمات له بالشكل الأمثل والأرشفة والتوثيق والتخفيف من الأخطاء الطبية حيث يتم فرز المرضى حسب نوع الاصابة وتقييم حالة المريض بشكل أولي وهو يغطي الحاجة العلاجية لخمسين مريض معا.
مبينا أن القسم الجديد يعمل ضمن بنية تحتية تسهل عملية فرز المرضى وتصنيفهم حسب درجة الخطورة وفقا لنظام عمل مؤتمت، في ظل كوادر طبية واسعافية جيدة.
وأوضح خضر أن الإسعاف الجديد أقيم بتكلفة تفوق المليار ليرة سورية ويشمل جميع العمليات الإسعافية بالتزامن مع تجهيزه بكامل التجهيزات الضرورية للعمل مثل المخابر والأشعة إضافة إلى وجود قسم للأطفال والرضوض والحوادث وقسم الأمراض الداخلية، وإسعاف العينية والأذنية، بالتزامن مع وجود غرف مراقبة للأمراض الداخلية والأطفال لتخفيف الضغط عن المشفى لحالات الإقامة المؤقتة.
الدكتور صلاح اسماعيل رئيس قسم الاسعاف في مشفى دمشق أوضح أن الخلاف بين الاسعاف القديم والجديد يأتي من حيث السرعة في تسيير أمور المرضى وتقديم الخدمات بشكل تنظيمي أكبر وبطريقة مؤتمتة بحيث لا يحتاج المريض للانتقال من مكانه، بل تقدم له جميع الخدمات دون أن يتحرك.
يتألف الإسعاف الجديد من 21 سريرا في الحالات الطبيعية ويتحول إلى حوالي 50 سرير في حالات الطوارئ يلحق بالقسم وحدة الأشعة الإسعافية ووحدة التحاليل الاسعافية اضافة للطبقي المحوري، ويأخذ القسم مساحة طابقية بحوالي ألفي متر مربع على طابقين أي ما يعادل أربعة ألاف متر مربع.
يذكر أن مشفى دمشق قد افتتح في عام 1955 ويضم 28 شعبة وقسماً تشمل جميع الاختصاصات باستثناء جراحة القلب وأمراض النساء والتوليد ويضم 500 سرير تتراوح نسبة إشغالهم وسطياً بين 80 و100 بالمئة.