ثورة أون لاين:
في الوقت الحالي لا توجد وصفة أو حبة سحرية من شأنها “تعزيز” مناعتنا ضد فيروس كورونا بين عشية وضحاها.
وعندما يتعلق الأمر بالحفاظ على صحة جيدة، فإن جهاز المناعة هو أغلى ما لدينا. ومع ذلك، نادرا ما نقدّر قيمة دفاعاتنا الأساسية حتى نُصاب بمرض ما.
ويعمل نظام المناعة في أغلب الأوقات بهدوء تام، دون أن نلاحظ ذلك، حيث يتشابك بعمق مع كل جانب من جوانب صحتنا الجسدية والعقلية، وتعد حصنا أساسيا لصحتنا وطول العمر.
كما يشكل نظام المناعة حاجزا منيعا بيننا وبين نحو 38 تريليون ميكروب في أجسامنا، تهددنا باستمرار، على الرغم من أن 99% منها لا تؤذينا.
وبشكل حاسم، فإنه فريد بالنسبة لكل منا مثل بصمات الأصابع، ولسبب وجيه: لأن هذا التنوع يساعد في الحفاظ على الجنس البشري، فإذا كانت أنظمة الدفاع المناعي لدينا متطابقة، فيمكن لمرض واحد مميت أن يمحونا جميعا.
وعلى مدى العقود الماضية، تم إدراك خوفنا من الأمراض والأوبئة، مع تفشي إنفلونزا الخنازير وزيكا وإنفلونزا الطيور والإيبولا وغيرها الكثير- حيث يثير كل تفش جديد، مخاوف جديدة بشأن العدوى.
ولحسن الحظ، هناك طرق يمكننا من خلالها المساعدة في تدريب وحفظ صحة نظام المناعة.
ويكشف البحث عن “المناعة” عبر الإنترنت، أو بين ممرات متاجر الأطعمة الصحية، عن وفرة من المكملات الغذائية وعلاجات البرد والأطعمة المدعمة التي تعد جميعها بتعزيز “نظامنا المناعي”. ولكن هل هناك أي حقيقة علمية في هذه الادعاءات؟.
ودرس الباحثون ما إذا كانت مواد مثل الشاي الأخضر والثوم ومكملات عشبة القمح، يمكن أن تساعد في التخلص من الجراثيم. ولكن الأدلة التي تدعم وجود مغذيات مفردة تعزز المناعة أو الأطعمة الفائقة، ليست قوية.
وفي حال كنت تتطلع إلى تقوية مناعتك، فإن أفضل طريقة هي من خلال اتباع نهج مشترك: اعتماد تعديلات نمط الحياة المدعومة بالعلم. إنها ليست بأي حال من الأحوال إلزامية، ولا عصا سحرية للصحة، بل مجرد دفع لطيف في اتجاه أفضل، وفقا لتقرير للدكتورة جينا ماكيوشي، التي درست عجائب النظام المناعي مدة 20 سنة، ونشرته “ديلي ميل”.
– تحوّل إلى العضوية
تحتوي المنتجات العضوية على مجموعة بكتيريا متنوعة بشكل ملحوظ، خاصة عند تناولها نيئة، لأن الطهي سيدمر هذه البكتيريا الجيدة.
– استمتع ببعض الشمس
تعد أشعة الشمس مفيدة للحصانة وسيئة للفيروسات. ويتمثل أحد أسباب مشكلة الإنفلونزا في فصل الشتاء، في أن الفيروس ينتقل بشكل أفضل في درجات الحرارة الباردة والرطوبة المنخفضة.
وتشير الأبحاث إلى أن الشمس تجعل خلايا مكافحة الأمراض في الجلد تتحرك بشكل أسرع وتعمل بكفاءة أكبر. كما تساعد أشعة الشمس أجسامنا على إنتاج فيتامين “د”.
ويمكن القول إن الدور الحاسم للفيتامينات في المناعة غير مفهوم تماما، ولكن المستويات الواسعة يمكن أن تساعد في الحماية من قائمة طويلة من الأمراض، بما في ذلك التصلب المتعدد والربو والاكتئاب وأمراض القلب والسرطان.
وتقترح منظمة الصحة العالمية أن التعرض لمدة 5 إلى 15 دقيقة للشمس، بشكل غير نظامي، عدة مرات في الأسبوع، أكثر من كاف للحفاظ على مستويات فيتامين “د” مرتفعة.
هناك مجموعة متنامية – وإن كانت صغيرة إلى حد ما – من الأدلة على أن البرودة يمكن أن تفيد مناعتنا. وفي الجرعات الصحيحة، يمكن أن يساعد التعرض لدرجات الحرارة الباردة في تقليل الإجهاد، والذي يمكن أن يكون له تأثير ضار على المناعة.
ولن يحدث ذلك على الفور، ولكن بمرور الوقت، يمكن لجسمنا تحسين مقاومته للضغط.
وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يأخذون حماما باردا بشكل منتظم، هم أقل عرضة بنسبة 30% لاستقبال المرض وذلك بسبب التحسن في المناعة.
ويُنصح في نهاية كل استحمام، بتحويل الماء إلى أبرد درجة له والوقوف تحته نحو 20 ثانية.
– الاستمتاع بالهواء الخارجي
بالإضافة إلى الحصول على الميكروبات من أمهاتنا ونظامنا الغذائي، نحصل عليها من بيئتنا. ويحمل الهواء الذي نتنفسه البكتيريا، التي تتراكم مع الكائنات الحية التي تأتي في الغالب من التربة والنباتات، في أفواهنا وممراتنا الهوائية أثناء التنفس والابتلاع. ومن المعروف أن هذه التأثيرات لها آثار مناعية مفيدة. وهذا أمر رائع إذا كنت تعيش في الريف، ولكن أقل إذا كنت تعيش في بيئة حضرية منخفضة التنوع الميكروبي.
ويعد سكان المدن أكثر عرضة للحساسية والأمراض الالتهابية، وهناك أيضا دليل واضح على أن تعرض الأطفال للميكروبات الخارجية مرتبط بنظام مناعة أقوى.
لذا، يجب على سكان المدينة قضاء الوقت في الحديقة أو زيارة الريف أو الذهاب في نزهة في الحديقة، أو تناول الطعام المزروع محليا أو التوجه إلى سوق المزارعين المحليين.
ويعمل التعرض للطبيعة بشكل أساسي عن طريق تقليل الضغط، حيث تتحسن وظيفة الخلايا المناعية بعد المشي في الغابة لبضع ساعات كل يوم.
– تجربة البروبيوتيك
في الواقع، معظم الميكروبات من البروبيوتيك لا تستقر في أحشائنا، ولكنها عابرة، يمكن اكتشافها لفترة محدودة فقط أثناء الاستهلاك المتكرر.
وهذا ليس سببا لرفض الفوائد الصحية، على الرغم من أنها يمكن أن تساعد في تحسين توافر العناصر الغذائية من الطعام، وإنتاج مركبات تعزز المناعة.
وأشارت إحدى الأبحاث المثيرة للاهتمام إلى أن تناول مكملات البروبيوتيك مرتبط بانخفاض احتمالية الإصابة بنزلات البرد، وجعلها أقصر زمنيا وأقل شدة.
– النوم
توجّه قلة النوم جهاز المناعة في الحال إلى اختلال التوازن، ما يؤدي إلى إخماد أجزاء منه وتفعيل عناصر أخرى.
وتؤدي ليلة واحدة من قلة النوم إلى انخفاض بنسبة تصل إلى 70% من الخلايا القاتلة الطبيعية – دفاعنا الأول ضد الفيروسات والخلايا السرطانية المحتملة.
وأظهرت أبحاث أخرى أن الأشخاص الذين ينامون لمدة 6 ساعات في الليلة أو أقل، هم أكثر عرضة للإصابة بالبرد 4 مرات عند تعرضهم للفيروس، مقارنة مع أولئك الذين يقضون أكثر من 7 ساعات من النوم ليلا.