نيفين عيسى ثورة أون لاين:
لطالما كان نهر بردى قُبلة المصطافين وأنشودة الشعراء ، و يُعاني اليوم من مظاهر التلوث والمشكلات البيئية، فيما تعمل عدة جهات حكومية على محاولة الحد من تلك المشكلات.
ياسر صاحب محل في المرجة أفاد بأنّ الأوساخ بمختلف أنواعها كالكاسات الفارغة وزجاجات المياه والأوراق وأكياس النايلون تـُرمى من قبل بعض الأشخاص في النهر بساحة المرجة بدلاً من سلّة المهملات.
أما في منطقة الربوة أشار أحد الباعة بكشك الى أنه يجلس عدد من المواطنين على جانبي النهر بعد منتزهات الربوة أيام العطل و يجلبون معهم أغراضهم وطعامهم ويقوم البعض بإلقاء صحون الكرتون والعلب الفارغة وبقايا الطعام في النهر.
وفيما يتعلّق بالمطاعم ، أشار عامل بأحد المنتزهات في منطقة الربوة إلى أن واجب كل محل أن يُخصص حفرة فنيّة تتجمع فيها الأوساخ دون تصريفها في النهر ،مضيفاً خلال الشهر الماضي تم تنظيف النهر في منطقة الربوة لكن الأوساخ تتراكم مجدداً بفعل العديد من المنشآت التي لا تحتوي على حفر فنية لتجميع مياه الصرف الصحي.
( تلوث بيئي ومصدر للحشرات)
وفي منطقة نزلة الحلبوني قرب المتحف الحربي ، أوضح بائع أن هنالك تجمّعاً للقمامة من علب كولا وروائح كريهة ،و تلك الأوساخ أصبحت مشهداً شبه دائم يلوث المكان ويُسيء إلى البيئة.
يارا من سكان منطقة الميسات تحدثت عن معاناةٍ عمرها سنوات بالنسبة للأبنية المُطلّة على النهر في الميسات والأبنية المجاورة لساحة شمدين بسبب الحشرات.
فيما أوضح محمد إخلاص العلي من منطقة ركن الدين أن المعاناة من نهر يزيد أحد فروع نهر بردى تزداد ابتداءً من الروضة وانتهاءً ببساتين برزة وصولاً إلى كلية الزراعة ،مشيراً إلى وجود مياه آسنة وراكدة ووجود روائح كريهة، وأضاف أن المحافظة تقوم بتنظيف النهر لكن بقاء النهر مكشوفاً يُعرّض السكان للأمراض والليشمانيا إضافة إلى وجود القوارض ، منوهاً توجد محطة معالجة لكنها لم تعد إلى العمل، كما أن هنالك معاناة كبيرة من ساحة شمدين حتى خلف أفران ابن العميد، وقد اقترح أهالي الحي بناء جدران لمنع دخول القوارض إلى الأفران ،وطالبوا بتحويل ورفع مياه ومصبات الصرف بعيداً عنه وتعزيل مجراه لتفادي انتشار الأوبئة والحشرات، وتساءلوا عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عدم الاهتمام بالمخاطر الصحية التي تُهدد سكان المنطقة.
أمجد أحد القاطنين في مساكن برزة تحدث عن معاناة السكان خلف المدينة الجامعية وكلية الزراعة بسبب طوفان النهر أثناء المطر الغزير ووجود مصرف صحي مكشوف تنحدر المياه منه الى النهر مُطالباً بحل للمصرف الصحي بسبب الروائح الكريهة و ضرورة تعزيل الأوساخ.
(الموارد المائية : خطة استراتيجية لرفع التلوث عن مجرى النهر)
المهندس محمد جرادات مدير الصرف الصحي بوزارة الموارد المائية أوضح “للثورة” أنه تم وضع خطة استراتيجية من قبل الوزارة لرفع التلوث عن مجرى نهر بردى، هدفها تحييد ورفع مصبات الصرف الصحي عن النهر من منطقة الزبداني وحتى دخولها لمنطقة الربوة، وذلك من خلال تنفيذ محطات معالجة وخطوط الصرف الصحي لمنع وصول تلوث بشكل مباشر عبر تنفيذ أكثر من محطة من بينها محطة معالجة الزبداني وتُخدِّم كُلّاً من بقين ومضايا وبلودان والزبداني وصولاً إلى التكية وجسر جمرايا الى جديدة الشيباني، وبالنسبة لمحطة معالجة جمرايا أفاد بأنها قيد التنفيذ من خلال التعاقد مع اتحاد الشركات الماليزية ومن المتوقع وضعها بالخدمة نهاية العام الحالي ومحطة المعالجة تزيد كمية المياه المتدفقة بمجرى النهر وبعد دخول مياه الصرف الصحي الى محطة التحلية تعود لمجرى النهر كمياه صالحة للري وبالتالي خالية من الروائح،فيما ستنُفّذ محطة معالجة الهامة الموجودة في معمل اسمنت وباشرت العمل منذ ثلاثة شهور ، مضيفاً أن هنالك محطة معالجة في ركن الدين لكنها لم تكتمل خلال سنوات الأزمة والمتواحدة في حديقة بمنطقة ساحة شمدين.
(دائرة الأنهار بمحافظة دمشق: تم افتتاح معظم فروع بردى)
المهندس غياث الخشي رئيس دائرة الأنهار بمحافظة دمشق أوضح أن ورشة الأنهار تتكون من عدة ورشات متحركة وثابتة تتوزع على مناطق بدمشق (كوزارة السياحة – ركن الدين – ساحة المرجة – باب توما -كفرسوسة – برزة) بشكل يومي ،وتقوم بأعمال تنظيف وتعزيل الأوساخ بمجاري الأنهار خصوصاً بمجرى النهر الرئيسي (نهر بردى) ،بجهود /65/ عاملاً.
و أضاف الخشي أن نهر بردى لديه سبعة فروع رئيسية ينبع من الزبداني ويدخل مدينة دمشق ويتفرّع لـ13 فرعاً وإلى سواقي متعددة ، مشيراً إلى أنه كانت هنالك محاولة لإعادة افتتاح معظم الأفرع التي كانت مغلقة بسبب الظروف التي مرت بها دمشق ، ونهر بردى أصبح موسمياً نتيجة الظروف المناخية والطقس ولم يعد دائم الجريان ،وقد تم افتتاح معظم فروع بردى وتنظيف المجرى بشكل كامل وإعادة تجهيزه
باتجاه أبو رمانة – الجسر الأبيض حيث كانت معاناة من الروا
ئح الكريهة خلال الفترة السابقة من مياه الصرف الصحي والطحالب على وجه النهر وركود المياه ، وتم افتتاحه من ساحة الروضة الى منطقة جوبر وتجهيزه،
وأشار الخشي الى أن جدران مجرى النهر التي أُعيد بناؤها وترميم الأجزاء التي كانت متهدمة تمّت بجهود عمال النظافة والآليات الخاصة بالمحافظة، وأُعيد افتتاح مجرى نهر الديراني ، ويوجد جدار استنادي سيتم تعميره لإعادة افتتاح النهر بعد مطالبات من الأهالي ، منوهاً بأنه خلال ثلاثة أسابيع ستكون المياه جارية بنهر المزاوي،
رئيس دائرة الأنهار بين أنه هنالك قرار بالتشارك بين وزارة الموارد المائية ومحافظة دمشق بإلزام أصحاب المنشآت من منتزهات ومطاعم بالربوة بتركيب فلاتر لامتصاص الشحوم والمواد الزيتية مؤكداً يوجد منشآت مخالفة ، وطالب بوجود تعاون بين مديرية الأنهر مع مديرية النظافة لردع المخالفات بوجود دفتر للمخالفات ،وأكد الخشي على ضرورة التوعية بأن مجرى النهر ليس للقمامة والنفايات التي تسد النهر. ويحتاج الى تظافر الجهود الجمعيات الأهلية والمنظمات الشبابية لتوعية الناس ،مضيفاً ساهمت العديد من الفرق التطوعية بحملات لتنظيف النهر لكن الأهم من ذلك حملات التوعية للمواطنين بضرورة النهر لمدينة دمشق و ليس مكب للنفايات .
(جمعية أصدقاء دمشق : جهود للتوعية بأهمية نهربردى)
مازن حمّور عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء دمشق أفاد باهتمام الجمعية بالمجالات البيئية بشكل عام وبنهر بردى بشكل خاص من خلال الندوات التي أقامتها الجمعية للتوعية حول عدم رمي الأوساخ بالنهر، وكذلك نشاطات توعية وورش عمل واستضافة المعنيين بالمراكز الثقافية وتسليط الضوء على مشروع معين ومتابعة الموضوع لتحفيز أصحاب القرار لمتابعة المشكلة ،موضحاً أن الحل لمشكلة نهر برى يتمثّل بوجود دعم مالي من قبل منظمات دولية، وتوجد وعود من وزارة الإدارة المحلية والبيئة ومحافظة دمشق بالاهتمام بنهر بردى ، حيث بدؤوا بمياه عين الفيجة وهذا إنجاز كبير.
دراسة وتنفيذ عدة مشاريع لرفع المصبات عن مجرى النهر
المهندس خليل مصطفى معاون مدير عام شركة الصرف الصحي أوضح أن الشركة قامت بدراسة وتنفيذ عدة مشاريع لرفع المصبات عن مجرى نهر بردى ضمن نطاق محافظة دمشق ،حيث تم تنفيذ رفع المصبات لمنطقة أبنية الاسكان والمغاسل في منطقة دمر ، كما تم تنفيذ رفع مصبات منطقة جبل الرز مع خط الجر الرئيسي في شارع الربوة المتجه حتى محطة المعالجة في عدرا ، أما بالنسبة لمشروع ربط المصبات في منطقة دمر من موقع جامع زين العابدين وحتى موقع مطعم القصر فسيتم تنفيذ خط ضمن سرير النهر بطول تقريبي 2500 متر وهو قيد الإعداد للاعلان ليتم على مرحلتين، مشيرا إلى وجود معوقات محتملة تؤثر بشكل سلبي على تنفيذ المشاريع لربط المصبات ضمن سرير النهر حسب المدة الزمنية المطلوبة والمتمثلة بالارتفاع الزائد لمنسوب النهر خلال موسم الأمطار.
و بيّن أنه تم دراسة إجراءات رفع مصبات الصرف الصحي المنتهية إلى نهر بردى ضمن نطاق محافظة دمشق من قبل المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في محافظة دمشق وريفها ، من خلال دراسة وتنفيذ مشروع الخط الرئيسي ضمن سرير النهر كمجرور رئيسي مجمع لمصبات الصرف الصحي للبلدات المجاورة للنهر في مناطق وبلدات وادي بردى.
ورداً على الشكاوى المتعلقة بمصب النهر في مساكن برزة جانب كلية الزراعة أفاد مصطفى ستتم متابعة الموضوع وإجراء كشف على الموقع.
هكذا يتّضح أن مشكلة نهر بردى متداخلة ، وأنها تحتاج لتضافر جهود عدة جهات رسمية وأهلية ، وخطوات سريعة للتخلص من مظاهر التلوث والأضرار الصحية التي تسبب الأذى والضرر للمواطنين.