عبد الحليم سعود
في زحمة الانشغال الدولي والقلق الأممي من تفشي وباء كورونا الخطير، وتبجّح بعض قادة الغرب بإنسانيتهم المزعومة تمرّ الذكرى الخامسة لعدوان التحالف السعودي المدعوم أميركياً على الشعب اليمني أو ما أطلق عليه آنذاك “عاصفة الحزم” وتالياً “إعادة الشرعية” في تزوير مفضوح للواقع وتضليل مخزٍ للرأي العام العالمي، حيث ما زال تحالف العدوان ومرتزقته يواصلون حربهم العدوانية المدمرة على الشعب اليمني وعلى مؤسساته وبنيته التحتية بلا رحمة أو إنسانية، متسببين بدمار هائل للبنية التحتية ومختلف مرافق الحياة في هذا البلد العريق، وإبادة وجرح مئات آلاف المدنيين وتشريد الملايين، حيث يفتك بهم الفقر والجوع إلى جانب الأوبئة والأمراض المعدية التي تفشت على نطاق واسع دون أي أفق لإنهاء هذه المأساة الذي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء.
ولعلها من المفارقات الصارخة وغير الأخلاقية التي يعيشها عالم اليوم وتكشف عن حجم ازدواجيته في التعاطي مع الأزمات والكوارث الإنسانية ومنها الأوبئة والأمراض، أن ينصب اهتمام المجتمع الدولي ومؤسساته المختصة على مواجهة فيروس مجهري يمكن اختراع مضاد أو لقاح له في المختبرات المتطورة ومحاصرته بالمزيد من الوعي الصحي والإجراءات الاحترازية والوقائية، بينما يتم تجاهل مأساة شعب بأكمله يئن تحت وطأة ظروف حرب همجية ظالمة لا يوجد لها أي مبرر أخلاقي أو إنساني، ويتم تأجيل البت بوقفها ورفع الحصار المفروض، في حين يترك نظام قمعي متخلف عديم الإنسانية مثل النظام السعودي يلعب بمصير ومستقبل شعب بأكمله بذرائع ومبررات واهية، ويستمر في التدمير والقتل والحصار ونشر الجهل والأوبئة والأمراض المعدية في اليمن، في الوقت الذي يهدر ثروات مواطنيه لحساب رغبات وأطماع الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها الأرعن دونالد ترامب، بينما كان بإمكانه بناء أفضل العلاقات مع الشعب اليمني وتأمين مصالحه الحيوية في اليمن بأقل من عشر المبالغ الهائلة التي ينفقها على حرب مجنونة، وهذا يثبت مرة تلو المرة أن هذا العالم فقد الكثير من إنسانيته وردود أفعاله الطبيعية تجاه ما يحدث في هذه البلاد المقهورة.
التالي