شهناز صبحي فاكوش
استبشر السوريون بالعمليات العسكرية في ادلب وبدؤوا بتنفس الصعداء وعيونهم ترنو لنصر قريب. تنتهي فيه أزمة الحرب الهمجية على الشعب الذي دفع ضريبة جائرة عن شعوب العالم كافة، ضد الإرهاب العالمي الذي نحر أبناءه بلا رحمة.
مع وقف التصعيد، ناتج استقبال بوتين لأردوغان في موسكو، وموافقة قيادة سورية، وبتسيير أوائل الدوريات المشتركة على طريق حلب اللاذقية. أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن كورونا الذي ضرب ووهان الصينية ، وانتقل إلى دول أخرى، استفحل..
لم تعد أخبار الحروب والاقتصاد، الحصار، البترول، تتصدر نشرات الأخبار عالمياً.. كورونا أصبح الخبر الأول في النشرات الإخبارية. أعداد المصابين، عدد الوفيات، والدول التي دخلها كورونا. صار وباءً عالمياً. هذا إعلان منظمة الصحة العالمية.
بعده توالت القرارات الاحترازية للحكومة السورية.. سورية النظيفة من كورونا تحتاج إلى حصانة ضد وباء ليس بصديق للإنسان. في حال تمكنه من شخص ما، سيكون الشفاء شبه المستحيل. عندها لن يكون الوطن في مأمن إن لم يحط بعناية.
أهم ما في أساليب الأمان، البقاء في المنزل وعدم الوجود في الأماكن المزدحمة. ما جعل الحكومة تغلق المدارس والجامعات والمعاهد، ثم المقاهي، المطاعم، ودور السينما، المساجد والكنائس. وكل البؤر التي يمكن أن تكتظ بالمواطنين ..
إجراءات احترازية من الضرورة بمكان، الأمر في كل أرجاء المعمورة. وسورية لم تصل لهذه الإجراءات، إلا بعد أن أصبح الوباء عالمياً. رغم أنها لم تسجل أي حالة.. الجمهور السوري لم يكترث في البداية، تناثرت الأُسر في (السيرانات) وكأن الأمر نزهة. والأطفال انتشروا في الحدائق والشوارع. بحثاً عن رفاهية العطلة ..
ظهرت مع بداية الأسبوع الاحترازي الثاني، حالة مثبتة وافدة من خارج الحدود. وبدأ التشدد أكثر لضبط المواطنين في منازلهم. أفضل حالة وقائية ضد (اللا صديق). مرض فتاك؛ إن تمكن من حامل فيروسه. لكنه بالحرص والتبصر سهلٌ مقاومته.
الالتزام بالمنزل والعزل الذاتي، في حال الإصابة بزكام، أو سعال ، وتطبيق نصائح الأطباء والإجراءات التي يقدمها المختصون عبر وسائل الإعلام المختلفة. كل ذلك حصانة وطنية. لشعب قاوم وصمد في وجه إرهاب العالم. ويحمي ذاته من الوباء.
لأجل وطن آمن ولسلامة أبناء المجتمع، لسلامة أسرنا،أحبابنا، لأجل أبنائنا وأحفادنا حصاد العمر، بيادر أيامنا الوفيرة، حتى لا تذروها رياح كورونا،حتى لا تشتعل فينا نيران لا تطفئها بحور العالم ومحيطاته. دعوة للغالين لنبقَ في بيوتنا حرصاً وسلامة.
سورية حاميها الله، لكن في المأثور، اعقل وتوكل.. علمتنا أدياننا النظافة والطهارة، و محرابنا في دارنا. وبيتنا فيه العلم والمعرفة، الحكومة لم تقصِّر. الفاقد التعليمي يعوض عبر الإعلام المتلفز والالكتروني. ووسائل التواصل الاجتماعي. فلنستجب.
لسنا وحدنا ولسنا استثناءً. وإن حبانا الله ببعض منه، أكثر من مئة وسبعين دولة ينال منها الوباء ونحن الأقل ضرراً. مر أسبوع على المهلة الاحترازية التي لم نلتزم بها تماماً ما اضطر الحكومة لتشديد إجراءات التحصين. قد تزداد المدة الباقية فلنلتزم.
كلما تناولنا الغذاء الجيد. وكلما التزمنا بقواعد التعقيم والنظافة والطهارة، وكلما بقينا في المنزل أكثر، اقتربنا من بر النجاة. وقصَّرنا عمر كورونا في بلدنا. إيطاليا استهترت فوقعت في المحظور. الشعب السوري لديه من الوعي ما يجعله في دائرة الحصانة. من لا يعي مخاطر ما يصيب العالم، علينا توعيته حتى لو اضطررنا أن نوقفه في الشارع ونحادثه. الكمامة ليست عيباً. هي حرز من مصير مؤلم.
مسافة متر أو أكثر بين المتحادثين؛ زيادة في الحميمية. لأن فيها سلامة كليهما. رغم أن سلام اليد دليل مودة واحترام، والقبلة دليل محبة.. إلا أن الامتناع عنهما اليوم هالة حب غامر واحترام أنيق، لأن في الابتعاد عنهما، سيل حب طافح من الطرفين.
خليك بالبيت اسمع الرحابنة من فيروز المخملية. ممنوع التجمع.. الأمن مستتب.. رحابنة صنعوا من زمنٍ ليومنا ما يحببنا بالجلوس في المنزل. فرصة للتعرف أكثر على أولادنا وتواصل أفراد الأسرة الذين تفرقوا بسبب العولمة. كل يعود لأسرته.. وخير جليس في الأنام كتاب. عادات صحية نعود إليها، ننبذ النارجيلة المقيتة.. مسؤولية كبرى وضعها الله في أعناقنا، فلنكن على قدر المسؤولية. ولنملأ بيوتنا دفئاً وحناناً..
السابق
التالي