ثورة أون لاين – فردوس دياب:
منذ ولاته قبل نحو ثلاثة وسبعين عاماً، اعتبر حزب البعث العربي الاشتراكي المرأة إحدى الركائز الأساسية في المجتمع التي يقوم بها وعليها نهوض وتطور وتقدم الوطن، ولهذا أولاها جُل اهتمامه ورعايته وعنايته، وهذه النظرة الاستشرافية لدور المرأة الكبير في بناء الوطن، دفعت بالكثير من النساء السوريات والعربيات الى الانتساب مبكراً الى صفوف البعث لإيمانهن الكبير بقدرة الحزب على توجيه طاقاتهن وتحقيق طموحاتهن وأحلامهن بالحرية والانعتاق من قيود الجهل والتخلف والعادات والتقاليد البالية التي كانت تقيد المرأة السورية وتمنعها من القيام بأدوارها التاريخية والحضارية التي كفلت لها كل القوانين والشرائع السماوية.
لقد كان حزب البعث وما يزال الداعم الأساسي لحقوق المرأة، وهذا ما تجسد واضحاً من خلال دعمها وتأهيلها لنيل كامل حقوقها وانخراطها في كافة مجالات الحياة ومواقع المسؤولية مثلها مثل الرجل دون نقصان بعيدا عن انتقاص أنثوتها أو المساس بها.
صوابية رؤية حزب البعث العربي الاشتراكي حيال المرأة السورية أثبتتها سنوات النضال والكفاح سنين الطويلة التي خاضها الحزب في مختلف الميادين، حيث كانت المرأة في ذات الخندق مع الرجل تدافع عن الوطن وتضحي بأغلى ما تملك في سبيل كرامته وحريته ووحدة ترابه، فلا يكاد يخلو بيت في سورية من أم شهيد أو زوجة شهيد أو ابنة أو اخت شهيد، دون أن ننسى المئات من بطلاتنا الباسلات اللاتي ضحين بأرواحهن فداء لوطننا وشعبنا العظيم.
إن مشاركة المرأة في الحياة السورية بمختلف اشكالها وألوانها الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية، تعكس الرسالة الحضارية والإنسانية للبعث الذي تبنى ضمن أولوياته نهج دعم المرأة السورية بكافة المجالات.
إن قضية المرأة في فكر الحزب هي نهج فكري ثابت يستند على ضرورة استثمار طاقاتها الابداعية والفكرية والمادية لتصب في خدمة الوطن وتطوره، وهذه القضية تتسم بأبعاد عديدة منها الانسانية والقومية، وهي بالتالي تشكل من منظور الحزب قضية وطن وحياة، وهذا ما أكده القائد المؤسس حافظ الأسد وأرسى قواعده الصلبة (الدستورية والقانونية والتشريعية ) السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، القواعد والقوانين التي تحاكي إنسانية المرأة وأنوثتها و مواطنتها الكاملة ودورها الفاعل في ممارسة الحياة الاجتماعية بشكل كامل وشامل.
ان الإنجازات والانتصارات والتضحيات الكبيرة التي حققتها المرأة السورية خلال سنوات الحرب الماضية، تفرض على جميع أبناء الشعب السوري التمسك بنهج حزب البعث عبر توفير كل أسباب وسبل الدعم للمرأة لاستمرارية عطاءاتها وتضحياتها، والعمل على تهيئة وتعزيز الأجواء والمناخات المناسبة لهذه الاحتضان الذي أثبت نجاعته وثماره طيلة العقود الماضية.
ونحن نحتفل بميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي الثالث والسبعين، لابد ان نؤكد ان نضال البعث لرفع مستوى المرأة السورية سوف يستمر ويتعاظم ويكبر خلال المراحل القادمة التي سوف تشكل اختبارا جديدا لدور وقدرة المرأة السورية على استكمال مسير العطاء والفداء والبناء التي ستكون ضمن أولويات المرحلة المقبلة التي ستشهد تسارعا كبيرا للخطوات بغية إعادة اعمار ما دمره الإرهاب والنهوض بهذا الوطن مجددا حتى يستعيد نشاطه وحيويته ودوره التاريخي والحضاري في المنطقة والعالم .
التالي