ثورة أون لاين-حسين صقر:
كثيرة هي العادات التي يمارسها الأطفال منذ نعومة أظفارهم بشكل عفوي، و ذلك يعود لعدم انتباه الأهل، أو تركهم المسألة للزمن بأن هذا الطفل أو ذاك سوف يكبر، ويقلع عن تلك العادة بنفسه دون أي ضغط، وهكذا تمر الأيام وبتعلق الطفل بما اعتاد عليه سواء كان عن وضع أصابعه في فمه أو أنفه أو قضم أظافره، أو الحك في مناطق مختلفة بجسمه، او مص الشفة أو إخراج اللسان أو أي عادات سيئة أخرى.
بعض الأمهات حاولن التغلب على تلك العادات، ولاسيما أن الظروف التي تمر بها البلاد حرجة وتتخذ اجراءات احترازية منعاً لانتشار الأوبئة والأمراض وخاصة ” الكورونا”
السيدة مها علي قالت: إن أحد أطفالها اعتاد وضع أصابعه في فمه بشكل مستمر منذ سنواته الأولى، وهو مالفت انتباهها، وأوضحت أنه لا يمكن لأي أبوين قبول هذه العادة أو ما يشابهها، وهو مادفعها للبحث عن طريقة تدفع طفلها للإقلاع عن تلك العادة، وخاصة انها استخدمت معه التهديد والوعيد والقسوة وكذلك الترغيب ببعض الهدايا والنقود، ولكن ذلك كله بقي دون جدوى، وهكذا حتى وجدت نفسي مضطرة لإلصاق كلتا يديه ببعضهما كي يصعب عليه فعل ذلك، وبعد عدة محاولات منه لممارسة عادته باءت بالفشل، وبكاؤه المتواصل جعلني ازيل اللاصق ولكن كانت النتيجة أنه لم يعد يضع أصابعه في فمه، وهاهو اليوم بكامل صحته، بعد ان كادت تلك الممارسة تؤذيه وتترك أثراً سلبياً على صحته، نتيجة انتقال بعض الأمراض.
من ناحيتها قالت سعاد المتني: طفلتها تحرجها كثيراً أمام أصدقائها وأقاربها، نظراً لأنها تقضم أظافرها بشكل دائم، وأشارت أيضاً انها استخدمت معها شتى الوسائل والسبل لمنعها عن تلك العادة البشعة، وكانت تخفق في كل مرة، وزاد قلقها في تلك الظروف خوفاً من انتقال العدوى، وفي ظل الحجر الصحي لمواجهة” كورونا” ما دفعها لوضع طلاء الأظافر الأزرق السميك على أصابع ابنتها، بالإضافة لمادة الفلفل الحار، وكانت المفاجأة أن ابنتها بمجرد وضع أصابعها تحت أسنانها لقضمها فوجئت بمادة حارة لذعت لسانها ولثتها، وأعقبت ذلك بالبكاء، ولم يحرك ذلك ساكناً في والدتها، حتى أعقبت نظراتها بتأنيب الطفلة الحاد على مافعلته، وكانت كلما تحاول لوضع أظافرها بفمها تتذكر مباشرة الطلاء الأزرق والفلفل الحار، وتنزل يدها مباشرة، و اوضحت المتني انها كانت تتظاهر بعدم الاكتراث لألم ابنتها من الفلفل.
وتحدثت محسنة حمد عن عادة كان ولدها قد اعتادها وهي دفع لسانه خارج فمه أو دلعه، أو تحريكه داخل الفم والضغط على الأسنان حتى بدأت شفته تمتبج وبدت أسنانه تتحرك من مكانها، ولم ينفع معه التأنيب، حتى أنه تسبب بمشكلات لي مع والده وحملني المسؤولية عن ذلك، حتى أن صوته بدأ يرتفع عليي بين الحين والآخر، و طلب مني أن أبقى طوال الوقت معه، حتى أمنعه عن ذلك، إلى أن رأيته مرة يلحس بلسانه مادة السكر عن الأرض ولم أعد أحتمل الأمر، فاقتربت منه ووضتت ملحاً مع السكر دون أن ينتبه، و عندما اقترب ثانية ولحس السكر والملح معاً بكى، ومسكته من رأسه وكررت ذلك عدت مرات حتى أقلع عن ذلك بشكل نهائي.
كذلك عبرت اعتدال ابراهيم عن حزنها من ممارسة طفلها الذي أكمل العشر سنوات عن وضع القلم في فمه مرة وفي أنفه والحك فيه خلف أذنيه، وفي كل مرة أوجه له نفس الملاحظة وهو يفعل ذلك دون أي رادع، إلى أن غافلته واستخدمت لاصق الصمغ على القلم وعندما وضعه علق في فمه وصاح من الألم، ووجهت له حديثي بان ذلك سوف يحدث كلما فعل ذلك، إلى ان استوعب الأمر وأقلع عن عادته، وأردفت كان من عادته أيضاً أنه يقترب من المدفأة في الشتاء حتى قربت أصبعه ولذعتها عن قصد، إلا أن عامل الخوف دفعه للعودة عن فعله.
وقالت علياء خطاب أن ابنها كان يعضها ويعض كل من يراه، إلى أن جاء ذات يوم وعضني وآلمني، فما كان مني إلا أن بادلته ذلك كردة فعل لأنه آلمني، ولم يكن يتوقع أن ذلك يؤلم حقاً، وعلى مبدأ ضع أصبعك في عينك، فكما تؤلمك تؤلم غيرك، وكانت النهاية.
الدكتور إيهاب رزق الاختصاصي بأمراض الفم و الأسنان وجراحتها قال: غالباً ما تترك بعض العادات التي تم ذكرها أثراً سلبياً على توضع الأسنان والنمو الهيكلي للفكين لدى الطفل ولذلك لابد من استخدام الكوابح الفموية التي تمنع حدوث تلك المشكلات بالإضافة إلى الإنتانات والالتهابات التي قد تنجم عن تلك العادات.
وقال رزق: إن عادة مص الإصبع قد تكون ذات منشأ نفسي كالغيرة مثلا ومحاولة الطفل لفت الأنظار، أو نتيجة الرضاعة الصناعية أوعدم الاكتفاء من الطبيعية كلها عوامل قد تدفعه لذلك، موضحاً أن
العلاج يكون بالتعاون بين الأهل والطفل والطبيب،
و أضاف أن من العادات السيئة أيضا مص الشفاه،وهي من الحركات التعويضية عن عملية الرضاعة.
بالإضافة إلى عادلة الصرير الليلي التي ينتج عنها سحل بالأسنان وبالتالي تقتصر في طول تلك الأسنان وفي الحالات المتقدمة يؤدي إلى تآكل طبقة الميناء.
وتحدث أيضاً عن دفع اللسان أو دلعه قد يقوم بها الطفل بشكل إرادي بصورة متكررة، ممايؤدي لميلان قواطع الفك العلوي والسفلي وعضة مفتوحة لدى المريض وينجم عن ذلك مشكلات تجميلية ومضغية وغيرها.
وأشار أيضاً إلى عادة التنفس الفموي وهي من العادات التي ليس من السهل معالجتها حيث تحتاج لتعاون بين طبيب الأسنان وطبيب الأنف والحنجرة لأنها قد تنجم عن مشاكل بالجهاز التنفسي مثل انسداد الأنف والمجاري التنفسية وضخامة القرينات وكذلك التهاب الجيوب واللوزات….. الخ
وأوضح إلى أن قضم الأظافر يؤدي إلى تشوه شكل رؤوس الأصابع و الأظافر طبعا وتثلم الأسنان أي ظهور شقوق على الحدود القاطعة، وبالتالي لابد من الانتباه لها وزيارة الطبيب لأنه من الضروري التعاون معه، ولاسيما إذا أصبحت الحالة مستعصية، لأنه فضلاً عن ذلك فيمكن لتلك العادات أن تنقل العدوى نتيجة تناول الأشياء بالأيدي، ثم دفعها على الغم والأنف والعينين، واليوم جميعنا يدرك حجم مخاطرها.