ثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
قدم الباحث وعضو الجمعية التاريخية بحمص المهندس عبد الهادي النجار أقدم صورة لمدينة حمص ملتقطة يوم السبت 25 تشرين الأول 1879 قام بتوثيقها ومعالجتها للمصور جرجي صابونجي وكان يعمل في (دار فليكس بونفيس) المملوكة من قبل المستشرق الألماني إدوارد زاخاو وتظهر الصورة وسط المدينة مع مئذنة جامع أبو لبادة [بل هو جامع عبد الله بن مسعود] وتل القلعة في الجنوب الشرقي، ويمكنك رؤية البكرات الحجرية [المعرجلانة] على بعض الأسطح، وفي معظمها أعمدة عتيقة تستخدم في تسوية الأسطح الطينية بعد المطر.
المهندس النجار عرض لقاء زاخاو بالمصور بصابونجي في دمشق بعد انضمامه لمؤسسته من بيروت حيث وجد بأن رغبته بالتصوير في تدمر وبقية سوريا سرعان ما تم التوصل إلى اتفاق بينهما تعهد من خلاله بالتقاط صور فوتوغرافية تخص زاخاو في مقابل معونة مادية من جانبه.
عضو الجمعية التاريخية قدم لمحة عن جرجي صابونجي حيث عاش بين عامي 1840 – 1910 وهو شقيق الدكتور لويس صابونجي أوّل مصوّر فوتوغرافي في سورية وكان قسم من عائلة صابونجي قد هاجرت من ديار بكر واستقر في بيروت وحلب ويافا والقاهرة والهند مطلع الخمسينيات من القرن التاسع عشر طارحاً قول فيليب دي طرازي: “بأن لويس أول من أدخل فن التصوير الشمسي إلى بيروت وكاد يكون مجهولاً قبل ذلك الحين، فعلمه لأخيه جرجس الذي برز في هذه المهنة”.
متابعاً المهندس النجار حديثه بأنه أثناء إقامة لويس الأخ في إنكلترا أسس شركة فوتوغرافية حملت الأحرف الأولى من اسمه «ل. ص. وشركاه»، وكانت تبيع مناظر المدن الرئيسية والمناطق الريفية في الجزر البريطانية وعندما عاد لويس من روما إلى بيروت عام 1863 لقن شقيقه جورج فن التصوير الفوتوغرافي فكان ضمن فريق عمل المصور الفرنسي الشهير فيلكس بونفيس وكانت تصنع المطبوعات الضوئية المصاحبة للسفر من لوحات زجاجية فوتوغرافية حضرها صابونجي في وقت لم تتغلغل تقنية التصوير في الشرق بعد حيث يوجد مصور في حلب، وشاب في الموصل منشغل بالمحاولة، لكن كليهما لم تكن لديهما الأدوات اللازمة لتوثيق الأعمال المعمارية لافتاً إلى صابونجي لم يتمكن من مرافقة زاخاو خارج حلب، فكانت المطبوعات الضوئية كلها في الجزء الأول من رحلته، أي من دمشق إلى حلب.
بينما يتابع المهندس النار بأن زاخاو يصف الصورة فيقول: نشر لويس صابونجي مقالاً في مجلّته (النّحلة) الصادر في لندن يقول فيه: “إنّه تلقّى عدداً من الصحف من القاهرة وبيروت تشيد بأعمال أخيه التصويرية، وأضاف: إنّ هذا الشاب النبيه درس مبادئ هذا الفن منذ بضع سنين، حين كنّا مقيمين في حاضرة بيروت، ثم مهر فيه ونبغ وفاق أقرانه من مصوري سورية شرقيين وأوروبيين، وقد اطّلعنا على بعض تصاوير أرسلها إلينا إلى لندن، فرأيناها تصاوير جميلة، غاية في الجمال، استوفت شروط الإتقان، وعرضناها على أشهر مصوري لندن فاستحسنوها وأثنوا على مصوّرها النبيه .