ثورة اون لاين -حمص – ابتسام الحسن:
منذ أن بدأت الإجراءات الاحترازية وتم تطبيق الحجر الجزئي على كافة المناطق قبل شهر تقريبا وفي المخابز الآلية والاحتياطية جنود مجهولون يصلون الليل بالنهار لتأمين رغيف الخبز الذي لا يزال مدعوما سعريا من الحكومة وبنسبة غير قليلة وللعمال كما للقائمين على العمل شجونهم بدءا في الأجور القليلة وانتهاءا بنظام المياومة والعقود المؤقتة التي تعد ظلما لهم وعدم تشميل المياومين بالتأمين الصحي وتعرض عدد منهم لإصابات العمل الخطرة عدا عن ذهابهم وعودتهم من العمل على حسابهم الشخصي وهذا الأمر يستنزف رواتبهم المتدنية ،ولا تسمن الحوافز القليلة ولا تغني شيئا لأنها لا تشكل فارقا كبيرا في دخلهم إذ لا تتجاوز بمجملها الخمسة آلاف ليرة سورية ولمرة واحدة شهريا .
لمعرفة واقع المخابز الآلية والاحتياطية كان لا بد من جولة اطلاعية للوقوف على واقع حالها وكان لسان حال العاملين فيها أن انظروا إلى حالنا فالعمل على خطوط إنتاج الرغيف تعد من الأعمال المجهدة ويصاب الكثيرين منا بأمراض تنفسية نتيجة استنشاقنا الدائم للأبخرة والدخان المتسرب من بيوت النار ،وأجمعت المطالب على زيادة الأجور وتثبيت العاملين المؤقتين والتخفيف من ظروف العمل القاسية .
منعا للازدحام
كان لنا لقاء مع المهندس بسام حسن مدير فرع حمص للمؤسسة السورية للمخابز الذي قال : إن المخابز التابعة تصنع /174/ طنا من الطحين تغطي نصف حاجة المحافظة من مادة الخبز وتقوم الأفران الخاصة بتأمين النصف الثاني منوها إلى أنه تمت زيادة مخصصات الأفران من الطحين مرتين خلال أقل من شهر بالتنسيق مع مديرية تموين حمص ومنعا للازدحام أمام الأفران تم تحويل الكميات التي كانت تباع عبر النافذة إلى المعتمدين في الأحياء من خلال تقديمهم لوائح اسمية و زيارة بعض الأحياء لرصد عمليات البيع من قبل المعتمدين ولاحظنا وعي الناس الذين كانوا يقفون على الدور بانتظار الحصول على مخصصاتهم كما ضعنا سقفا للمعتمد الواحد بحيث لا تتجاوز مخصصاته اليومية المئة ربطة مع زيادة عدد المعتمدين لتوزيع كامل المخصصات منعا للازدحام .
لباس خاص بعمال المخابز
فيما يتعلق بالإجراءات الوقائية قال حسن :منذ الأيام الأولى تم ارتداء كمامات وقفازات وغطاء رأس ولباس خاص بعمال الإنتاج مع توزيع كميات لا بأس بها من مادة الكحول ليقوم العمال بتعقيم أيديهم عدا عن عمليات تعقيم المخابز بشكل يومي ورشها بمواد خاصة بعضها من فرع المخابز والبعض الآخر من قبل مجلس المحافظة واتحاد العمال وجهات صحية والعملية مستمرة حتى تاريخه وتم توعية العمال بالإجراءات الصحية الواجب اتباعها أثناء تواجدهم في العمل وبعد عودتهم إلى منازلهم حفاظا على صحتهم وسلامتهم ويقوم الفرع بتأمين وصول العاملين إلى منازلهم بالسيارات الخاصة بالمخابز مع إعطائهم تصريح بالوصول أثناء الحظر كونهم يقدمون خدمة عامة ولفت إلى أن الفرع قام بصرف مكافأة للعمال تقدر بخمسة آلاف ليرة سورية كما نعمل على مكافأة العمال المميزين وأشار إلى أن عمال المخابز يصلون الليل بالنهار لإيصال رغيف الخبز إلى المواطنين وبالنوعية الجيدة نسبيا وبالسعر المدعوم حكوميا وفيما يتعلق بتثبيت العمال أكد أن هناك وعود بالتثبيت من وزير التموين والتجارة الداخلية .
تخفيفا عن مخابز المدينة
من جهة ثانية أشار الحسن إلى بدء العمل بمخبز تل دهب بطاقة إنتاجية يومية تصل إلى 8 طن تلبية لاحتياجات البلدة والقرى المجاورة بآلات حديثة وكادر عمالي كامل ما خفف العبء عن مخابز المدينة ما ينعكس إيجابا على جودة الرغيف ،كما تم رصد مبلغ 600 مليون لإعادة تأهيل مخابز (تدمر ،القريتين ،الرستن )وسيكون العمل حسب الأولوية إضافة لعزل سطح مخبز الضاحية وعزل السطح في مخبز الوليد وسنعمل قريبا على تأهيل مخبز دير بعلبة .
عمال بلا وسائط نقل
وعن صعوبات العمل قال المهندس حسن :عدم توفر وسائل النقل ويتعذر توفير وسائل نقل عامة مجانية من شركة النقل الداخلي ووجهنا عدة كتب لتأمين وسائل نقل مجانية إذ أن من حق العمال الحصول على وسائل نقل مريحة مع العلم أن العقود المبرمة انتهت مع بداية الحجر إضافة لتوقف وسائط النقل العامة ،وبمراسلة شركة النقل الداخلي طالبتنا بمبلغ 115 ألف ليرة سورية يوميا لنقل العمال ويتعذر توفير هذا المبلغ حاليا .
محولة برسم التركيب
وفيما يتعلق بمخبز الزهراء قال :إنه بحاجة لمحولة حاليا من شركة كهرباء حمص باستطاعة 100 kva وبلغت نسبة التنفيذ في المخبز 96 بالمئة من إجمالي الأعمال المدنية في المخبز وهو يحتوي خطين أحدهما في مراحله الأخيرة ومخصصاته ستحدد من قبل اللجنة المختصة (لجنة الدقيق) و المخبز سيغذي منطقة الزهراء والمناطق المجاورة علما أن مؤسسة الإنشاءات العسكرية هي الجهة المسؤولة عن تنفيذه وهو كتلتين بناء زهراء 1 وزهراء 2 ،وإقلاع المخبز مرهون بالشركة العامة لكهرباء حمص التي لم تف بالتزاماتها لغاية الآن
تطرق حسن إلى أنه تم تزويد فرع حمص للمخابز بحاجاته من مستلزمات الإنتاج(خميرة – ملح – أكياس) عن طريق العقود المركزية في الشركة العامة للمخابز بدمشق وإصلاح عدد من سيارات الخدمة التي تساهم في تطوير وضع العمل والعمال .
المهندس سامر الزعبي مدير الدراسات في الشركة العامة لكهرباء حمص وعن أسباب التأخر في تركيب المحولة لمخبز الزهراء قال :وردنا كتاب فرع مخابز حمص رقم 152 تاريخ 3/2/2020 وفور تسلمنا إياه قمنا بالكشف الفوري على والواقع وتم إرسال الدراسات إلى مندوب فرع المخابز لاستكمال الإجراءات اللازمة والتنسيق مع الشركات المعنية (هاتف ،مياه ،صرف صحي والعقدة العسكرية )بناء على طلب فرع المخابز للتسريع بالإجراءات كما قالوا وبمجرد انتهاء التنسيق مع الجهات ذات الصلة سنباشر العمل وفق الشروط القانونية المطلوبة تمهيدا لتركيب المحولة .
لوائح بأسماء المياومين
أيمن شدود مدير مخبز الضاحية قال :يصل إنتاجنا إلى 25 طنا من الخبز يوميا وبمعدل 21 طن دقيق ونعمل على مدار الساعة خلال دورتين (ليلية ونهارية )مع الإشارة إلى أن كافة مستلزمات إنتاج الرغيف متوفرة لدينا والكادر العمالي أيضا ،إلا أن المخبز كان يشهد ازدحاما شديدا قبل بدء الإجراءات الاحترازية والوقائية من وباء كورونا حيث توقف البيع من نافذة المخبز إلى إشعار آخر مضيفا أن إدارة المخبز تتخذ كافة الإجراءات الاحترازية كي نبقى قادرين على الإنتاج مهما كانت الظروف ولعدة أيام كما نطالب بتثبيت العاملين وتحويل المياومين إلى عقود ضمانا لحقوقهم الضائعة حاليا وأهمها التأمين الصحي علما اننا رفعنا لائحة بأسمائهم للإدارة للنظر بوضعهم والعمل على تثبيتهم علما أن الكثيرين منهم يعملون بصفة مياوم منذ عدة سنوات .
الاحتياطية تطالب بالمساواة
محمد عيسى المشرف على مخبز الفارابي الاحتياطي طالب بإيصال المواد اللازمة لصناعة الخبز من دقيق وخميرة ومحروقات إلى المخبز أسوة بالمخابز الآلية منوها إلى أن المخبز يدفع حاليا كافة أجور النقل والعتالة والتوجيهات بوضع ربطتي خبز في كيس واحد تؤثر على الخبز نفسه ،وتبلغ المخصصات اليومية 11 طنا و300 كيلو غرا من الخبز يوزع 80 بالمئة منها على المعتمدين البالغ عددهم 70 معتمدا لأحياء باب السباع ،حي الخضر ، العدوية ،المريجة والنزهة وما تبقى من الكمية كان يوزع قبل الإجراءات الاحترازية عبر النافذة من السادسة صباحا وحتى الثالثة عصرا مضيفا أنه يتم تزويد المخبز بمادة الطحين بشكل يومي لعدم وجود مكان للتخزين في المخبز وأشار إلى توفر كافة المواد الأولية التي تدخل في صناعة الرغيف مؤكدا على ضرورة تأهيل المخبز وإصلاح كافة الخطوط فيه (القطاعة ،العجانات وخط سير الخبز ….)ويعمل في المخبز عشرة عمال في كل وردية وأجور العمال مقبولة جدا قياسا بما يتقاضاه عمال المخابز الآلية حيث يصل أجر عامل القطاعة إلى حوالي ال160 ألف ليرة سورية تقريبا إضافة لمهام فنية ورأى أن سبب أزمة الخبز في المخابز الآلية هو السماح لهم بكميات من الخبز العلفي أما في المخابز الاحتياطية فلا يسمح العمل بالخبز العلفي .
تعقيم دوري
محمد مصطفى مدير مخبز حمص الآلي قال :مع بداية أزمة كورونا وضرورة اتخاذ التدابير الاحتياطية والوقائية زارنا فريق طبي بالتعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل وقام بتسليمنا ألبسة للعمال إضافة لمواد التعقيم حيث نقوم بعمليات التعقيم للمخبز بشكل دوري مع حرصنا الدائم على نظافة المخبز لافتا إلى أنه تبلغ مخصصات المخبز 14 طن و150كيلو غرام دقيق ننتج منها 12 ألف و560 ربطة يوميا ويغطي احتياجات أحياء ( الإنشاءات ،كفرعايا، تل الشور ، جورة العرايسو النقيرة…..) ولدى سؤاله عن كميات الخبز التالف (العلفي )قال يتم بيعها من خلال مناقصات مؤكدا أن المخبز رابح نظرا لقلة الأعطال الفنية وفي حال حدوثها فيتم إصلاحها من خلال ورشة الإصلاح الفنية التابعة للمخبز ،ويعمل المخبز 67 عاملا على خطين آليين ما بين مؤقت ودائم ،وسبق أن رفعنا للإدارة لائحة بأسماء العاملين المؤقتين ليصار إلى تتثبيتهم .
مسابقة لتثبيت المؤقتين
المهندس جليل إبراهيم مدير عام المؤسسة السورية للمخابز الاحتياطية قال :صدر المرسوم رقم 6 بتاريخ 17/1/2020 القاضي بإحداث المؤسسة العامة السورية للمخابز والتي تحل (محل الشركة العامة ولجنة المخابز الاحتياطية) وهي مؤسسة تتمتع باستقلال إداري وذات طابع اقتصادي وهدفها توحيد المعايير والعمل بنظام واحد لكافة المخابز الآلية والاحتياطية ،مشيرا إلى انه يوجد في سوريا 178 مخبزاً حكوميا مزودا ب 249 خط إنتاج موزع على 83 مخبزا يعمل بنظام الإدارة إضافة إلى 95 مخبزا يعمل بنظام الإشراف ومزودا ب 100 خط إنتاج وفيما يتعلق بالعمال قال :ستصدر مسابقة خلال شهر أيار القادم لتثبيت العمال المؤقتين مع اعترافنا بعدم إنصاف العمال خلال الفترة الحالية والمكافأة بخمسة آلاف ليرة سورية تعتبر مبلغا قليلا مقارنة بما يتعرض له العاملون من صعوبات وضغوط إضافة للعمل الطويل نسبي