أيام متجددة يعيشها السوريون بعد أن عادت الحياة تدريجياً إلى وضعها الطبيعي، ولاشك أن ثمة فرحاً يدخل قلوبنا ولاسيما أننا أدركنا كم الحياة جميلة وبسيطة دون أن نشعر بذلك من قبل.
اليوم في زمن الكورونا كل واحد منا لا يرى أفقاً واضحاً لحياة بدأت ملامحها تتغير بصورة حقيقية، واختلف شكلها، وباتت الأمكنة باهتة والطرقات والمدن الجميلة الصاخبة هادئة من كل شيء… لكن لمجرد أن ترى الطلاب في المدارس والجامعات وتسمع بعودة المراكز الثقافية ودور السينما والمسرح ولو بنسبة قليلة مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية شيء ما يجعلك تشعر بالنشوة، فلتلك الأماكن أهلها وجمالها وسحرها .. وللثقافة روح تجعل من مساءات دمشق صافية نقية وندية.
من هنا لا بد أن نخرج بدروس جديدة علمتنا إياها هذه التجربة، في طالعها أن الخسائر الثقافية ليس من السهل تجاوزها بل إنها خسائر مضاعفة لأنها تسير على الأجيال والمستقبل… وثانيها أن صعوبة الوضع الاستثنائي الذي تعيشه بلادنا والعالم بأسره في الوقت الحاضر مهما بلغ فإنّنا على يقين بأن السوريين سيعبرون نفق هذه المحنة في نهاية المطاف، لتظهر على الجانب الآخر من النفق انسانيتهم وثقافتهم التي اكتسبت رؤيةً أوضح وتقديراً أعمق في أيام المحن والمصاعب لاسيما أنهم أثبتوا وحدتهم المتأصلة وترابطهم الغير محدود.
نعترف أن حجم الأمل يتضاءل بأيام مثقلة بالهموم والمتاعب ، لكن وإن ضللنا الطريق لوقت قصير سنعود ونتابع، وننجز ونكتب ونفعل، فنحن محكومون بالعطاء و(الأمل ) فهذه الكلمة ببساطتها تحمل لنا طاقات هائلة إنْ آمنّا بها فقد تكون في النهاية مفتاح أبواب موصدة لحياة قادمة مشرقة نسعى إليها جميعا.
رؤية – عمار النعمة