شتان بين من يضحي بالغالي والنفيس من أجل الذود عن حياض الوطن ضد الغزاة والمحتلين، وبين من يوجه سلاحه العنصري إلى صدر شعبه فيقتل المنتفضين ضد سياسته الإجرامية بدم بارد دون أن يرف له جفن أو يوخز له ضمير.
في سورية يقاتل بواسل الجيش العربي السوري الإرهاب المصدر أميركياً وغربياً على امتداد الجغرافيا السورية، إلا أن إدارة ترامب تعمد إلى تزييف الحقائق وقلبها، وتحرض الدول التابعة لها لتشويه صورة عمليات الجيش ضد الإرهاب، وتتداعى دول الغرب الاستعماري لعقد سلسلة لا متناهية من جلسات مجلس الأمن من أجل إنقاذ الإرهابيين، أما في الولايات المتحدة التي لطالما تغنى مسؤولوها بالحريات، وتشدقوا بشعار حقوق الإنسان زوراً وبهتاناً، فإنها تسارع لارتكاب الجرائم العنصرية بحق مواطنيها على مرأى العالم ومسامعه، ولكن من دون أن تكترث الدول السائرة في الركب الأميركي، فهي لا تقيم أي وزن للقيم والاعتبارات الإنسانية، وخضوعها لمصالحها الضيقة وتبعيتها العمياء فوق كل اعتبار.
أميركا تقتل، وتمعن في قمع مواطنيها الملونين والعالم يتفرج، وبدل أن تحاكم قاتل فلويد بصورة جدية، يعطي رئيسها المهووس ترامب الأوامر والتعليمات لجيشه للضرب بالحديد والنار المشاركين باحتجاجات الغضب، فأين هي تلك الجرائم في ميزان القوانين الدولية، فالعشرات من السكان الملونين في أميركا هم ضحايا الحقد الأميركي العنصري، ولكن من دون أي محاسبة دولية، لأن أميركا فوق كل القوانين والشرائع الدولية.
أميركا تحصد اليوم نتاج سياستها العنصرية التي تنتهجها منذ نشأتها وحتى اليوم، والاحتجاجات الغاضبة والمشتعلة في مختلف الولايات الأميركية لا بد وأن تكون مقدمة لقرب تهالك النظام العنصري في هذا البلد، رغم كل أنواع البطش والتنكيل التي تواجه بها شرطة ترامب المحتجين.
من المفارقة أنه في سورية إرهابيون مأجورون أميركياً يدأب ترامب على إلباسهم لبوس “المعارضة المعتدلة”، بينما على أراضي بلاده شعب انتفض في وجه سياسة القتل العنصري التي ينتهجها، ويصر رئيس هذا النظام المختل إنسانياً على وصف المحتجين ضد سياساته بالبلطجية والمخربين واللصوص، بل ويأمر قواته بقتلهم فوراً دون أي تردد، فمتى يحاسب النظام الأميركي على جرائمه؟.
نافذة على حدث- ريم صالح