الثورة:
رحّب عدد من كبار المسؤولين في دمشق بقرار مجلس الشيوخ الأميركي بإدراج بندٍ يقضي بإلغاء “قانون قيصر” ضمن مشروع موازنة الدفاع الوطني، معتبرين أنّ هذه الخطوة تمثّل “نهاية مرحلة العقوبات الشاملة وبداية عهد جديد من الانفتاح السياسي والاقتصادي بين سوريا والولايات المتحدة”.
وقال وزير الخارجية والمغتربين، أسعد حسن الشيباني، إنّ ما جرى “تتويجٌ لعملٍ دبلوماسيٍّ متواصل استمرّ لأشهر بتوجيه مباشر من فخامة الرئيس أحمد الشرع”، موضحاً أنّ الوزارة “عملت بعزيمة وإصرار لرفع أحد أثقل الأعباء التي كبّلت سوريا اقتصادياً وسياسياً”.
وأضاف الشيباني أنّ “ما حدث ليس مجرّد إنجاز دبلوماسي، بل هو بداية عهدٍ من البناء والإحياء، عهدٌ يقوم على الكرامة والسيادة والعدالة”، مشيراً إلى أنّ الجهد السوري “لم يكن تقنياً فحسب، بل وفاء لدماء الشهداء ولأمهات المفقودين والمعتقلين ولأيتام الوطن، ولكل من دفع ثمناً باهظاً في سبيل تحرّر سوريا من إرث النظام السابق”.
بدوره، اعتبر وزير المالية محمد يسر برنية، أنّ الخطوة “إنجازٌ نوعيّ للدبلوماسية السورية النشطة التي يقودها الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني”، موضحاً أنّ التصويت “جاء ثمرة تعاون وثيق بين الحكومة السورية والجالية السورية في الولايات المتحدة والمجلس السوري الأميركي”.
وكشف برنية أنّ “البند الذي أُقرّ يتضمّن أيضاً الدعوة إلى إعادة افتتاح السفارة الأميركية في دمشق، بما يمهّد لعودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين”، معتبراً ذلك “دليلا ًواضحاً على تحوّلٍ جوهري في الموقف الأميركي ونجاح دمشق في طيّ صفحة العقوبات”.
وأشار إلى أنّ “إلغاء القانون يمنح سوريا استقراراً تشريعياً واقتصادياً طويل الأمد، بما يعزّز ثقة المستثمرين ويؤكّد أنّ مرحلة العقوبات أصبحت خلفنا، وأنّ طريقنا الآن هو الإعمار والإصلاح والتنمية”.
من جانبه، أكّد قتيبة إدلبي، مدير الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية، أنّ تصويت مجلس الشيوخ الأميركي “يأتي استجابة للتحوّلات الإيجابية التي تشهدها سوريا، وجهودها البنّاءة لإعادة بناء الثقة والتعاون مع واشنطن على أساس الاحترام والمصالح المتبادلة”.
وأضاف أنّ “المساعي الدبلوماسية السورية ستتواصل حتى تحقيق الإلغاء الكامل والعادل لقانون قيصر، بما يرفع كل أشكال العقوبات عن الشعب السوري ويتيح له استعادة فرصه في التنمية والحياة الكريمة”.
وأشار إدلبي إلى أنّ دمشق “تثمّن مواقف أعضاء مجلس الشيوخ الذين زاروا سوريا واطّلعوا على واقعها، واستقبلوا الوفود السورية في واشنطن خلال الأسابيع الماضية، وساهموا بشجاعة في تصحيح المسار السياسي السابق تقديراً لمعاناة السوريين”، مؤكداُ أنّ “سوريا اليوم تفتح صفحة جديدة من الشراكة والاحترام المتبادل نحو مستقبلٍ بلا عقوبات، مستقبل الكرامة والازدهار”.
وفي السياق نفسه، وصف وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى، التصويت في مجلس الشيوخ بأنّه “لحظة تاريخية لسوريا الجديدة ولنضالات شعبها”، مشيراً إلى أنّ “الدبلوماسية السورية أثبتت قدرتها على تحويل مواقف العالم من التوجّس إلى التعاون”.
وأضاف أنّ “رفع هذه العقبة الكبرى من طريق السوريين يفتح أفقاً طويلاً نحو التنمية والاستقرار، وأنّ التحرير الحقيقي يكتمل بتوحيد السوريين حول مشروع وطني جامع”، في حين أشاد مستشار الرئيس للشؤون الإعلامية، الدكتور أحمد موفق زيدان، بجهود الدبلوماسية السورية والجالية في واشنطن، مؤكدًا أنّ “رفع العقوبات عن الشعب السوري إنجاز مشترك للدولة والمجتمع”.
وأضاف أنّ “ما تحقق اليوم رسالةٌ واضحة لكل من راهن على انقسام السوريين أو ضعف إرادتهم، ودليلٌ على أنّ وحدة الشعب وإصراره أقوى من سنوات الحصار والمعاناة”.
وأجمع المسؤولون السوريون على أنّ التصويت في مجلس الشيوخ يشكّل نقطة تحوّل مفصلية في العلاقات السورية – الأميركية، مؤكدين التزام دمشق بمواصلة العمل الدبلوماسي حتى دخول قرار الإلغاء حيّز التنفيذ الكامل.
يُذكر أنّ مجلس الشيوخ الأميركي أقرّ، في العاشر من تشرين الأول / أكتوبر 2025، مشروع موازنة الدفاع الوطني لعام 2026 بأغلبية 77 صوتًا مؤيّداً مقابل 22 معارضاً، متضمّنًا مادةً تنص على إلغاء “قانون قيصر” للعقوبات المفروضة على سوريا مع نهاية العام الجاري، بانتظار مصادقة مجلس النواب وتوقيع الرئيس دونالد ترامب.