الثورة-أسماء الفريح:
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنه يواصل وشركاؤه تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق جنوب سوريا، مشيراً إلى أن الوضع الأمني في الجنوب لا يزال ” متقلباً ما يؤثر على وصول المساعدات وجهود حماية المدنيين إلى جانب ضعف التمويل.
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن المكتب قوله بان ما يقرب من 420 ألف شخص تلقوا مساعدات إنسانية شهرياً في محافظات درعا والسويداء وريف دمشق، في أشهرتموز وآب وأيلول الماضيين.
وأوضح أنه قاد ،منذ بدء الأحداث في محافظة السويداء في تموز الماضي وحتى السادس من الشهر الجاري 19 مهمة إنسانية إلى جنوب سوريا، منها 12 إلى محافظة السويداء، وخمس مهمات إلى محافظة درعا، ومهمتان إلى محافظة ريف دمشق، لتقييم احتياجات النازحين والمجتمعات المتضررة من الأزمة.
وأضاف أنه في محافظة السويداء، لا تزال الخدمات الأساسية تعاني من ضغوط شديدة بسبب الأحداث والتدهور الاقتصادي والعقبات الإدارية، مع اضطرابات في قطاعات الغذاء والصحة والزراعة.
وتابع أنه تمّ إغلاق المخابز العامة مؤقتاً، وهناك حاجة ماسة إلى دعم زراعي عاجل قبل موسم الزراعة من تشرين الأول إلى كانون الأول، وذلك لمنع أي انعدام إضافي للأمن الغذائي.
وحذر المكتب من أن مستشفى شهبا يواجه نقصاً حاداً في المياه والكهرباء والاتصالات والإمدادات الطبية ،كما أشار إلى أنه مع بدء العام الدراسي، تمّ إغلاق 62 مدرسة كانت تُستخدم كمواقع للنزوح في محافظتي السويداء ودرعا، ما أدى إلى نزوح أكثر من 7400 شخص.
وذكر بأنه لم يتم تمويل الخطّة الإنسانية لسوريا، البالغ قيمتها 3.2 مليار دولار أميركي، إلا بنسبة 18بالمئة فقط.
وقال محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور أمس: “في إطار حرصنا المستمر على تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والإنسانية، عقدنا جلسة عمل ناقشنا خلالها آليات تسريع وتيرة العمل الإغاثي والخدمي في محافظة السويداء”،وأضاف أنه “من هذا المنطلق، نؤكد أن أهمية تقديم كافة التسهيلات اللازمة أمام عمل المنظمات هي أولوية قصوى بالنسبة لنا، لأننا نرى فيهم شركاء في تخفيف المعاناة عن كاهل أبناء المحافظة.”
وتابع أنه “تمّ وضع خطّة واضحة لأهم المشاريع العاجلة التي تحتاجها المحافظة، وفي مقدّمتها تركيز الجهود على معالجة الملفين الأكثر إلحاحاً، وهما أزمة المياه والخبز، باعتبارهما شريان الحياة للمواطنين.”
وفي إطار الجهود الحكومية المستمرة، لتأمين المتطلبات الأساسية للأهالي، دخلت إلى محافظة السويداء عبر طريق دمشق-السويداء أمس ما يقارب 100 شاحنة تجارية محمّلة بالمواد الأساسية، وذلك بتوجيه من المحافظ.
وأوضحت المحافظة في صفحتها عبر تلغرام: إن الشاحنات احتوت المواد الغذائية الأساسية والطحين والخضراوات الطازجة ومواد الأعلاف الحيوانية ومواد البناء.
كما سبقتها في الثاني من الشهر الجاري , دخول قافلة تجارية تضم 35 شاحنة مُحمَّلة بالمواد الغذائية والخضراوات واللحوم، إضافةً إلى المواد الصناعية ومواد البناء إلى السويداء عبر طريق دمشق-السويداء .
وتُؤكِّد المحافظة على الدوام استمرارها في تقديم الدعم للعائلات المُهجَّرة من المحافظة وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية خلال الفترة القادمة، بما يسهم في التخفيف من معاناتها وتحسين ظروفها المعيشية.
وشهدت محافظة السويداء منتصف تموز الماضي اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية وأخرى تابعة لحكمت الهجري، أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، وقوبل تدخّل القوات الحكومية لوقف الاشتباكات باعتداءات من ميليشيات محلية مسلحة والقوات الإسرائيلية , وتم بدمشق في ال16 من أيلول الماضي اعتماد خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء عقب اجتماع ثلاثي بين وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك.