الثورة – نيفين أحمد
شهدت المنصّات الرسمية والصفحات الوزارية موجة من التصريحات والتغريدات التي عكست أجواء التفاؤل والانفتاح على مرحلة جديدة من العمل الدبلوماسي والاقتصادي.
وزراء ومسؤولون سوريون أكدوا في منشوراتهم أن ما يحدث اليوم يمثل نقطة تحوّل مهمة في مسار البلاد ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، بل في استعادة الدور السياسي لسوريا في محيطها الإقليمي والدولي.
خطوة تشريعية تمهّد لإلغاء كامل للعقوبات
في منشور عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” أوضح وزير المالية محمد يسر برنية أن إقرار مجلس الشيوخ الأميركي مادة لإلغاء قانون “قيصر” ضمن موازنة وزارة الدفاع يُعدّ تطوراً نوعياً يمهّد لإلغاء القانون نهائياً موضحاً أن الخطوة التالية ستكون في مواءمة مجلس النواب الأميركي لإقرار المادة نفسها، وصولاً إلى توقيع الرئيس الأميركي قبل نهاية العام ودخول الموازنة الجديدة حيّز التنفيذ.
وأشار الوزير إلى أن إعادة فرض القانون في المستقبل ستكون معقدة وطويلة المدى، إذ لا يُلزم الكونغرس بإجراءات سريعة لإعادة تطبيقه، مؤكداً أن المادة الجديدة حظيت برضا واسع داخل الأوساط التشريعية الأميركية.
كما لفت إلى أن النص نفسه تضمن دعوة لإعادة افتتاح السفارة الأميركية في دمشق بما يتيح إعادة العلاقات الدبلوماسية تدريجياً بين البلدين.
عهد جديد من البناء والإحياء
وعبر منصة “X” عبّر وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني عن أن رفع قانون قيصر يمثل بداية عهد جديد من البناء والإحياء بعد أعوام من القيود التي أثقلت الاقتصاد السوري وأعاقت التعافي.
وقال الشيباني: “على مدى الأشهر الماضية وبتوجيه من فخامة الرئيس أحمد الشرع عملنا على رفع أحد أثقل الأعباء التي كبّلت وطننا اقتصادياً وسياسياً”.
وأضاف أن الخطوة تُعيد لسوريا أنفاسها الأولى وتفتح أمامها طريقاً جديداً نحو النهوض واستعادة الكرامة، مؤكداً استمرار العمل “من أجل سوريا التي نحلم بها وفاءً للشهداء وللمفقودين ولكل من عانى من ويلات الحرب والعقوبات”.
انفتاح متبادل وبداية صفحة جديدة
بدوره كتب مدير إدارة الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية قتيبة إدلبي عبر منصة “X” أن مجلس الشيوخ الأميركي أقرّ إلغاء قانون قيصر ضمن مشروع قانون الدفاع الوطني، معتبراً ذلك استجابة للتحولات الإيجابية في سوريا وجهود الانفتاح المتبادل مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام والمصالح المشتركة.
وأكد إدلبي أن المساعي الدبلوماسية السورية ستستمر لضمان الإلغاء الكامل والعادل لكل العقوبات المفروضة على الشعب السوري، مشيداً بدور أعضاء مجلس الشيوخ الذين زاروا دمشق أو استقبلوا وفوداً سورية خلال الأشهر الماضية، معتبراً أن موقفهم “يعكس تقديراً لمعاناة السوريين ورغبتهم في النهوض من جديد”.
وختم بالقول :إن سوريا اليوم تفتح صفحة جديدة من “الشراكة والاحترام المتبادل نحو مستقبلٍ بلا عقوبات مستقبل الكرامة والتنمية والازدهار”.
نقطة تحوّل في تاريخ البلاد
وفي منشور آخر عبر “فيسبوك”أكد حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية أن إلغاء قانون قيصر يُعدّ نقطة تحوّل ليس في مسار الاقتصاد السوري فحسب بل في تاريخ سوريا بأسره.
وقال حصرية: “إنها ثمرة لفجر الثامن من كانون الأول، اليوم الذي وُضعت فيه سوريا على طريق الحرية واستعادة مكانتها الطبيعية بين دول العالم”.
وأضاف أن هذه الخطوة تشكّل مرحلة بالغة الأهمية نحو إنهاء المعاناة التي سببتها سنوات العقوبات والتي أثرت في حياة المواطنين من الغذاء والدواء إلى الطاقة وسبل العيش موجهاً الشكر إلى الدبلوماسية السورية على جهودها المتواصلة في الدفاع عن سيادة البلاد وحقوق شعبها.
كما أعرب عن تقديره للجالية السورية في الولايات المتحدة التي “أسهمت بصوتها ومواقفها في تحقيق هذه النتيجة”، معتبراً ذلك مثالاً على قوة الانتماء ودور السوريين في الخارج في دعم وطنهم.
ملامح مرحلة جديدة
تشير هذه التصريحات مجتمعة إلى أن سوريا تتجه إلى مرحلة انفتاح متدرّج قد تشمل استعادة العلاقات الدبلوماسية، وتفعيل مسارات التعاون الاقتصادي، وإعادة دمج الاقتصاد السوري في النظام المالي الإقليمي والدولي.
ورغم أن المسار القانوني الأميركي ما زال يحتاج إلى استكماله بموافقة مجلس النواب وتوقيع الرئيس فإن الخطاب الرسمي السوري بدا موحداً ومتفائلاً، يعكس قناعة بأن صفحة العقوبات الطويلة توشك على الإغلاق لتبدأ معها مرحلة عنوانها التعافي وإعادة الإعمار والانفتاح على العالم.