ثورة أون لاين – رامز محفوظ:
لم يكن ما يسمّى قانون ” قيصر” إلا حلقة من حلقات مسلسل الإرهاب الأميركي بشكله الاقتصادي الجديد الذي يأتي اليوم بعد يقين واشنطن بإفلاسها العسكري وعجزها عن تحقيق ما وتوهّمت بإنجازه عبر العدوان والإرهاب، لذا تحاول أن تُمنّي نفسها بتحقيق مكاسب وأوهام لم تستطع تحقيقها منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، من خلال تطبيق هذا القانون الجائر الذي يستهدف بالمرتبة الأولى لقمة عيش المواطن السوري الذي عاني من ويلات الحرب المفتعلة أميركيّاً وأوروبيّاً وتركيّاً وصهيونيّاً، وبدعم من مشيخات خليجيّة مرتهنة.
فالإجراء الأميركي العدوانيّ ليس بجديد إنما هو امتداد واستكمال للعقوبات الأميركيّة والأوروبيّة التي لم ولن تغيّر شيئاً من الواقع على الأرض، ولن تُثني الجيش العربيّ السوريّ عن متابعة مهمّته في التصدّي لكلّ محاولات أعداء سورية والقضاء على الإرهاب بجميع أشكاله ومسمّياته وطرد المستعمرين وعلى رأسهم المحتلّ الأميركي من الأرض السوريّة.
الرئيس الأميركي المأزوم الذي لم ينجح منذ سنوات بتمرير أجنداته الاستعماريّة في سورية يعوّل على سراب ” قيصر” اليوم في توقيت يعيش فيه هو وإدارته حالة هستيريّة غير مسبوقة نتيجة ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الداخلية يوماُ بعد آخر احتجاجاً على سياسته القائمة على البلطجة والقتل ليس في الخارج الأميركي فحسب، إنّما في الداخل كذلك والذي ينتفض بوجه هذا الرئيس المعتوه الذي لم يجلب لبلاده سوى العار والكراهية للسياسة الأميركيّة التي تربّعت على عرش الإجرام في عهده وعهد أسلافه القتلة.
وما يجري على الساحة الداخلية الأميركية من ثورة شعبيّة على العنصريّة والظّلم التي تنتهجها إدارة ترامب خير دليل على انقلاب السحر على الساحر والانتفاضة الشعبية اليوم بوجه عنصريّة الإدارة الأميركية التي يتزعّمها ترامب المأزوم مؤشر واضح على الرفض الشعبيّ لسياسته الداخليّة والخارجيّة.
أما سورية التي نجحت بعزيمتها وإصرارها في التصدّي لماكينة الإرهاب العالمي العسكري منه والاقتصادي فقد أكّدت أن ما يسمّى قانون “قيصر” يستند إلى جملة من الأكاذيب والادّعاءات المفبركة من قبل الأطراف المعادية للشعب السوري في سياق حربها المعلنة والتي استعملت فيها أقذر أنواع الأسلحة من الإرهاب والحصار الاقتصادي والضغط السياسي والتضليل الإعلامي.
بالمحصّلة فإنّ الوقائع على الأرض والتجارب والمعطيات تشير إلى أن تأثير هذا القانون المزعوم على سورية سيكون ضعيفاً ومحدوداً وفرص نجاحه لن تكون أفضل من قوانين سابقة مماثلة استهدفت الاقتصاد السوري، وخصوصاً أن سورية لم تزل تواجه الإرهاب الاقتصادي منذ عقود واستطاعت بحكمة قيادتها وعزيمة شعبها تجاوزها.
سورية التي هزمت كل مؤامرات الأعداء، وعقوباتهم الجائرة بحق الشّعب السوريّ التي تريد أميركا وأتباعها الأوروبيون من ورائها النّيل من عزيمته واستقلاليّة قراره ستحبط الإجراء الأميركي العدائي، وستدفنه في مهده كما دفنت سابقاته من العقوبات الغربيّة التي لم تجلب سوى الخيبات والفشل لدول الغرب المتصهين.