ثورة أون لاين -بقلم مدير التحرير – بشار محمد:
بوقاحة معهودة يفاخر ما يسمى المبعوث الأميركي إلى سورية المدعو جيمس جيفري بمسؤولية بلاده عن تشديد الحصار على سورية وشعبها عبر إجراءات إدارة بلاده الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي فرضتها الإدارة الأميركية المتغطرسة منذ ما يقارب عقداً من الزمن على سورية، وجديدها ما يسمى قانون قيصر الذي يتجاوز بآثاره العدوانية تشديد الحصار إلى الدفع باتجاه تجويع السوريين وانهيار اقتصادهم وكسر إرادتهم.
جيفري أقر بجريمة أميركا بحق الشعب السوري وتبجح علناً أن انخفاض سعر صرف الليرة هو بسبب إجراءات إدارته العدوانية وما يتبعها من ارتفاع أسعار احتياجات المواطنين السوريين.. هو لكسر إرادة شعبنا وتجويعه وتركيعه وفرض الشروط الأميركية عليه بعد أن عجزت إدارته عن فرض مشروعها في الميدان العسكري على الرغم من استخدامها أقذر أنوع الأسلحة والأدوات الإرهابية.
ليس جديداً على المسؤولين الأميركيين ممارسة الكذب والنفاق الإعلامي داخلاً وخارجاً للتغطية على دور الإدارات الأميركية المتعاقبة في دعم وتسليح التنظيمات الإرهابية في سورية وعلى رأسها تنظيما “داعش” و”هيئة تحرير الشام” الإرهابيان على مدى عمر الحرب الإرهابية على بلدنا تحت غطاء وعناوين إنسانية كاذبة تكشفها حقائق الميدان والواقع.
وليس جديداً على المدعو جيمس جيفري كذبه ونفاقه السياسي وهو الذي ساق جملة أكاذيب عما سماه “الدعم الإنساني” الذي قدمته واشنطن للشعب السوري والتي قدرها بمليارات الدولارات، فقد كشفت تقارير إعلامية واستخباراتية ومنها تقرير لمركز دراسة الفساد والجريمة المنظمة وشبكة “البلقان” للتحقيقات الصحفية، وفضحت بالأرقام تمويل الإدارات الأميركية المتعاقبة للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها “داعش”.
ما يسمى قانون قيصر يطبق اليوم في ظروف مختلفة عن ظروف إقراره منذ عام تقريباً.. فالتحولات الاقتصادية الدولية تشهد تفوقاً متصاعداً لدول كالصين وروسيا ومجموعة البريكس للخروج من الهيمنة المالية والاقتصادية الغربية والأميركية.. ومشهد أحادية القطب على مستوى العلاقات السياسية الدولية بتغير متسارع تفقد فيه الولايات المتحدة قيادتها لعالم جراء فشل سياساتها الداخلية الخارجية وأزماتها المحلية، جراء الفشل بالتعامل مع جائحة كورونا وتداعيات الجريمة العنصرية وتأثيرها على الناخب الأميركي قبل خمسة أشهر من الانتخابات الأميركية التي يخوضها وجها عملة الغطرسة الأميركية “بايدن” الضعيف وترامب الأهوج لحماية منظومة الإمبريالية الأميركية.
وأمام هذا المشهد لا بديل عن مقاومة الإجراءات الأميركية والاستمرار بمعركة القضاء على الإرهاب كخيار بقاء ووجود أياً كانت التضحيات عبرالتكامل مع الحلفاء، وزيادة الاعتماد على الذات، وثقتنا بقرار قيادتنا الحكيمة ثابت وبإرادة شعبنا وصموده سبيلاً لهزيمة المشروع الإرهابي وكسر الحصار الأميركي.