ثورة أون لاين – رامز محفوظ :
بعد فشلها في تحقيق مبتغاها الاستعماري والوصول إلى أي انجاز في الميدان السوري، لجأت الإدارة الأميركية الحالية إلى تطبيق ما يسمى قانون قيصر الأكثر عدائية، كاشفة من خلاله عن وجه سياستها الحقيقي القديم المتجدد الذي تلجأ إليها بعد كل فشل أو انتكاسة أو ضربة قاصمة تقوض مشاريعها الاستعمارية.
واشنطن وبعد أن أدركت عجزها، وأن كل الآمال والأحلام التي بنت عليها سياستها لتمرير أجنداتها العدوانية في سورية قد أحبطت، ودفنت تحت أقدام الجيش العربي السوري في الميدان، استعجلت إصدار ما يسمى قانون “قيصر” علها تحفظ ماء وجهها وتحقق أي انجاز سياسي، حتى ولو كان على حساب الشعب السوري الذي عانى ويعاني من الإرهاب، ومن العقوبات الجائرة التي تستهدفه في لقمة عيشه.
سورية التي استطاعت بحنكتها وبراعتها تجاوز كل العقوبات الأوروبية والأميركية في مراحل سابقة، ونجحت في قلب السحر على الساحر، وتمكنت من دحر الإرهاب، واستطاعت أن تفشل أهداف الحرب الإرهابية، ستفشل أيضا الحرب الاقتصادية، وستتصدى لكل تداعياتها وتأثيراتها، والإجراء العدواني الأميركي الجديد لن يضفي سوى المزيد من الخيبات لسجل واشنطن الأسود، وقد أكدت سورية اليوم أن تصريحات المدعو جيمس جيفري تشكل اعترافاً صريحاً من الإدارة الأمريكية بمسؤوليتها المباشرة عن معاناة السوريين، وشددت على أن هذه السياسة الأمريكية ستفشل مجدداً أمام إصرار السوريين على التمسك بسيادة وطنهم واستقلالية خياراتهم السياسية والاقتصادية.
لقد بات من المعروف للقاصي والداني أن العقوبات الاقتصادية هي إحدى أدوات السياسات الخارجية الأميركية التي تستخدمها كآخر الأوراق التي تتعكز عليها بعد إفلاسها، وبعد وصولها إلى طريق مسدود في تحقيق أطماعها الاستعمارية وتمرير أجنداتها العدوانية.
فالرهان الأميركي على إشهار سيف العقوبات اليوم والذي يعتبر استكمالا لسلسلة طويلة من الإجراءات العدوانية السابقة، سيفشل كسابقاته مع إصرار الشعب السوري على الوقوف إلى جانب الدولة السورية والجيش العربي السوري الذي لقن واشنطن ومن لف لفيفها من أذنابها وأتباعها دروساً لا تنسى في البطولة والشجاعة، وأنه أهل للوقوف كسد منيع في وجه كل الأطماع الاستعمارية، وأنه مهما ازدادت التحديات فإنها لن تحرف بوصلته الأساسية باستكمال انجازاته الوطنية في دحر الإرهاب وطرد كل محتل أو غاز معتد.