ثورة أون لاين:
ساد لفترة طويلة من الزمن معتقد بأنّ نمو الدماغ يتوقّف عند سنّ معيّن، لكن الدّراسات والأبحاث العلميّة أثبتت إمكانيّة إنتاج خلايا دماغيّة جديدة مع التقدّم بالسن، في حال توافرت الظروف الملائمة، الأمر الذي يعزّز نموّ وعمل هذه الخلايا.
فقد وجد العلماء في كلية الطب بجامعة كولورادو الأميركيّة طريقة لتجديد الخلايا العصبيّة بعد تلفها، ووفقاً لهم، يمكن تحفيز العمليات الخلوية بمساعدة التدريب الحركي «المهارات الحركية»، وكان محور الدراسة يدور حول الخلايا الدبقيّة القليلة التغضّن، وهي الخلايا التي توفّر وظائف عصبيّة صحّيّة للجسم طوال الحياة، وتوجد بشكل أساس في المادة البيضاء والمادة الرماديّة أيضاً، ويمكن أن تساعد هذه الخلايا «الناضجة منها» على استعادة الأنسجة العصبية، عن طريق إنشاء أغلفة ميالين جديدة «وهي مادّة دهنيّة تحيط بالمحور العصبي لبعض الخلايا»، والمسؤولة عن السيالة العصبيّة من الدماغ إلى الأعضاء والأنسجة، والعكس صحيح.
وأكّدت التجارب الأولى على الفئران المخبريّة، التي كانت تعاني من مرض التصلّب المتعدّد «وهو التهاب ينتج عن تلف الغشاء العازل للعصبونات في الدماغ والحبل الشوكي»، صحّة فرضيّة العلماء؛ حيث ساهم التدريب الحركي السلوكي على تجديد أغلفة الميالين في أنسجة الفئران، وعودة الجهاز العصبي للعمل بشكله الطبيعي، إذ سيساعد اكتشاف العلماء على علاج المرضى الذين أصبحوا معاقين بسبب العواقب العصبيّة الشديدة للسكتات الدماغيّة وبعض الإصابات الأخرى، عندما يفقد الدماغ قدرته على التواصل مع أعضاء الجسم، كما أنّ هذا الاكتشاف يدحض النظريّة المتداولة بشكل كبير، حول أنّ الخلايا العصبيّة لا تتجدّد، وليس لها القدرة على ذلك.
حيث إنّ تكوين الخلايا العصبيّة هو عملية تتحوّل فيها الخلايا الجذعيّة العصبيّة إلى خلايا عصبيّة ناضجة، إلا أنّ الشيخوخة والتّقدم في العمر يلعب دوراً في توقّف نموّها، غير أنّ عدداً من العادات يساعد على الاستمرار بنموها والحفاظ على صحّة المخ مدى الحياة، وأهم النصائح هي:
1- تجنّب الأطعمة الغنيّة بالدّهون والمشبعة بالسكريات
تعمل هذه الأطعمة على زيادة الإجهاد التأكسدي والتهابات المخ، الأمر الذي يشكّل بيئة سيّئة لاستمرار تكوين الخلايا العصبيّة.
2- تناول الطعام الصّحّي
يساعد عدد من الأغذية كالخضروات والعنب والتوت والجوز وبذور الكتان، في خلق بيئة مثاليّة لتكوين خلايا دماغيّة.
3- تناول الشوكولا الداكنة
يحتوي هذا النوع من الشوكولا على مركب الفلافانول، الذي يتمّ امتصاصه واستهلاكه في أجزاء من المخ المسؤولة عن التعلم والذاكرة، كما يزيد من تدفّق الدّم إلى المخ، ويجب اختيار الشوكولا التي تحتوي على الأقل 70 في المئة منها من الكاكاو.
4- الحصول على قسط كافٍ من النوم
يمكن لقلة النوم على المدى الطويل، أن تضعف وظائف المخ، والتسبّب في الإصابة بالأمراض العصبيّة التنكسيّة، كما وتساهم في انخفاض تكوين الخلايا العصبيّة، والحديث هنا على أهمية النوم لفترة تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات من النوم كلّ ليلة.
5- الصّوم بشكل شبه دائم
الصّيام المتقطّع يزيد من اللدونة الشبكيّة ويعزّز نمو الخلايا العصبية، وفي أثناء الصّيام تنخفض مستويات هرمون اللبتين، وهو الذي ينتج عن طريق الدهون؛ ليتلقّى المخ إشارة كيميائيّة للخلايا العصبيّة لإنتاج المزيد من الطاقة.
6- الرياضة اليوميّة لمدة 30 دقيقة
تساهم الرياضة في زيادة كلٍّ من عامل التّغذية العصبيّة المستمد من الدّماغ «BDNF»، وعامل التغذيّة العصبيّة المستمد من الخلايا الدبقية «GDNF»، اللذين يدعمان تكوين الخلايا العصبيّة.
7- عصير الكركم
يحتوي عصير الكركم على مركّب حيوي يساعد على تعزيز الخلايا الجذعية في المخ، وتناوله بشكل يومي كلّ صباح، يحافظ على صحة الدماغ.
8- السفر والترحال
يساعد السفر في التعرّف على أماكن وبيئات جديدة، تساعد في تعزيز تكوين خلايا دماغية جديدة.
9- ممارسة رياضة التأمل
حيث يساعد التأمّل على زيادة المادّة الرماديّة في أجزاء من المخ، وبالتالي زيادة مستويات هرمون الميلاتونين الذي يدعم الخلايا العصبيّة.