ثورة أون لاين – سامر البوظة:
هي العقلية العثمانية البغيضة التي تسيطر على رئيس النظام التركي رجب أردوغان وأفعاله الديكتاتورية الرعناء و مضيه بسياساته الفاشية الحمقاء التي أدخلت بلاده في سلسلة أزمات خارجية وداخلية متفاقمة وأدت إلى تردي الأوضاع السياسية والأمنية مع تراجع الاقتصاد التركي إلى درجة الركود، الأمر الذي أدى لتعزز تدني شعبيته ويضع مستقبله السياسي ومستقبل حزبه “العدالة والتنمية” على المحك, وهو ما تشير إليه حالة الانشقاقات المتسارعة بصفوف حزبه والتي شكلت صفعة قوية في وجه أردوغان، وهذا ما دفعه للعمل على تكريس تفرده بالحكم على حساب المؤسسات الدستورية والقانونية في البلاد.
محامون أتراك من مختلف الولايات التركية اعتصموا اليوم عند مدخل العاصمة أنقرة بعد قيام سلطات نظام أردوغان بمنعهم من الدخول سيرا على الأقدام للتوجه إلى مقر النقابة ومنه إلى البرلمان للاحتجاج أمامه ضد سياسات أردوغان الديكتاتورية الهادفة لإحكام قبضته على النقابات والقضاء في البلاد, ولتغيير قانون النقابات بهدف تشكيل أكثر من نقابة في كل ولاية بعد أن فشل أنصار حزبه “العدالة والتنمية” الحاكم في الفوز بانتخابات النقابات التي تسيطر عليها المعارضة, وهو ما يكشف حالة الخوف والذعر التي يعاني منها أردوغان ونظامه.
هذه الحادثة تؤكد أكثر فأكثر أن المشاكل الداخلية والأزمات المتفاقمة في الداخل التركي تدفع نحو المزيد من الرفض الشعبي ضد سياسات أردوغان, الذي يستميت لإحكام سيطرته على الجهاز القضائي من خلال المجلس الأعلى للقضاء, حيث عمل خلال السنوات الثلاث الماضية على تعيين قضاة ووكلاء نيابة جدد مقربين من حزب العدالة والتنمية الحاكم بدلا من أربعة آلاف من القضاة ووكلاء النيابة الذين تم طردهم, وسجن البعض بذريعة ارتباطهم بمحاولة الانقلاب في تموز عام 2016 , التي نفذ بحجتها حملة اعتقالات وإقالات واسعة طالت عشرات الآلاف في جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية, كما أصدرت العديد من المحاكم التابعة لنظام أردوغان في مختلف أنحاء البلاد خلال السنوات الأخيرة أحكاما جائرة بالسجن لفترات مختلفة بحق المئات من الصحفيين والمثقفين والأكاديميين والسياسيين بتهمة الإساءة لأردوغان عندما وصفوه بالديكتاتوري أو الفاشي, وبسبب اعتراض الكثير منهم على تدخله غير الشرعي في سورية وليبيا وتقديمه الدعم للتنظيمات الإرهابية هناك, كما أغلق العديد من الصحف ووسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية وصولا إلى فرض حالة الطوارىء في البلاد.
إن ممارسات نظام أردوغان الاستبدادية والقمعية تلك واستمراره بها وضعت البلاد والقضاء بأزمة حقيقية, والشعب التركي ضاق ذرعا جراء تلك الممارسات, وهو ما كشفته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في وقت سابق, وأكدت أن حملات القمع المتواصلة التي يشنها أردوغان للقضاء على خصومه والمعارضين لسياساته أصابت النظام القضائي في البلاد بحالة من الشلل الكامل.
وقالت الصحيفة: إن وضع القضاء في تركيا الآن يمر بأزمة حقيقية تجعل حياة الملايين من المواطنين مقيدة بإجراءات قانونية مضنية، وأوضحت اأن نظام أردوغان الاستبدادي والمحسوبية في حكمه أثر على القضاء بشكل كبير وقوض القطاعين الاقتصادي والتعليمي في ظل حملات القمع والاعتقال التعسفية التي يقوم بها هذا النظام والتي طالت أكثر من 4 آلاف قاض, إضافة إلى الآلاف من رجال الشرطة والمحامين والصحفيين والموظفين الحكوميين وغيرهم من أطياف المجتمع التركي.
مما لاشك فيه أن سياسات رئيس النظام التركي القمعية والاستبدادية التي يمارسها بحق شعبه وضد معارضيه باتت مكشوفة للعلن, ومهما فعل لن يستطيع إخفاءها أو تجميلها, وممارساته الإرهابية تلك كشفت عن وجهه القبيح, وتؤكد في الوقت نفسه أنه ليس سوى مجرم ويتعامل بعقلية اللصوص وقطاع الطرق, وهو متمرس في هذا الخصوص.