الثورة – ناصر منذر:
في ظل تحويل الاحتلال الإسرائيلي لما يسمى مراكز توزيع المساعدات الخاصة بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، الإسرائيلية الأميركية، إلى مصايد للقتل الجماعي، جددت الأمم المتحدة رفضها لتلك الآلية، واصفة إياها بـ”لعبة جوع مرعبة”، لاسيما وأن المزيد من الفلسطينيين يقتلون بالرصاص الإسرائيلي أثناء انتظارهم لتسلم المساعدات.
المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، جدد التأكيد اليوم الخميس، على أن “آلية المساعدات الأميركية بقطاع غزة لن تُعالج الجوع المُتفاقم، ولا يمكن لألعاب الجوع المرعبة أن تُصبح واقعاً جديداً”.
واعتبر لازاريني في منشور على منصة “إكس”، بأن آلية توزيع تلك المساعدات بغزة، خارج إشراف الأمم المتحدة، “مُهينة للغاية ومُذلة وتُعرّض الأرواح للخطر”.
وشدد المفوض العام للأونروا، على أن “الأمم المتحدة تمتلك المعرفة والخبرة وثقة المجتمع بتقديم مساعدة كريمة وآمنة”، داعياً إلى ضرورة السماح للعاملين في المجال الإنساني بتأدية عملهم في القطاع.
يأتي ذلك في وقت استُشهد فيه 13 فلسطينياً وأصيب أكثر من 200 آخرين، اليوم، برصاص قوات الاحتلال قرب مركز المساعدات في محيط حاجز “نتساريم” وسط قطاع غزة. وفق ما ذكرته وكالة وفا، نقلاً عن مصادر طبية في القطاع.
وكان قد استُشهد يوم أمس الأربعاء عند هذا المركز 28 فلسطينياً وأصيب العشرات بجروح.
يشار إلى أن قوات الاحتلال استهدفت على مدار الأيام الماضية نقاط توزيع مساعدات، سواء في رفح أو وسط القطاع، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء، ووقوع إصابات، في خطوة تأتي -حسب تأكيدات أممية- لتهجير السكان قسراً، ضمن ما يبدو أنه إستراتيجية للتطهير العرقي.
ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية كارثية منذ أن أغلق الاحتلال كل المعابر في 2 آذار/ مارس، إذ منع إدخال الغذاء والدواء والمساعدات والوقود.
على التوازي، أعلنت مصادر طبية، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 55207، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ونقلت “وفا” عن تلك المصادر، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 127821، منذ بدء العدوان، في حين لايزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مشيرة إلى أن عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، بلغ 103 شهداء، والإصابات 427، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 4,924 شهيد، و15,780 إصابة.
ولفتت المصادر إلى أن إجمالي شهداء المساعدات ممن وصلوا إلى المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات بلغ 245 شهيداً وأكثر من 2,152 إصابة، بينهم 21 شهيداً ارتقوا اليوم، فيما أصيب 245 مواطناً.
من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنها تواجه صعوبة كبيرة في التواصل مع طواقمها في قطاع غزة جراء الانقطاع الكامل في خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في القطاع، عقب استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المباشر لخطوط الاتصالات.
وأضافت في بيان مقتضب، اليوم ، أن غرفة عمليات الطوارئ تواجه أيضاً صعوبة في التنسيق مع المنظمات الأخرى للاستجابة للحالات الإنسانية.
ومن المقرر أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت لاحق من اليوم الخميس، على مشروع قرار يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، وذلك بعد فشل مجلس الأمن في تبني مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة بعد فيتو أميركي.
ويرجح دبلوماسيون، بحسب وسائل إعلام فلسطينية، أن توافق الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضواً على النص بأغلبية ساحقة، على الرغم من ضغوط مارستها إسرائيل على الدول المصوتة على مشروع القرار.
ويأتي تصويت اليوم الخميس أيضاً قبل مؤتمر للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، بهدف إعطاء زخم للجهود الدولية تجاه حل الدولتين.
واستخدمت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يطالب بالرفع الفوري وغير الشروط لجميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتوزيعها بصورة آمنة ودون عوائق على نطاق واسع، بما في ذلك من عبر الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني في أنحاء قطاع غزة.