الثورة – سيرين المصطفى:
احتفلت جامعة إدلب، في مشهد مهيب، وبحضور أكاديمي وشعبي، بتخريج دفعة جديدة من طلابها تحت اسم “دفعة التحرير”، حيث بلغ عدد الخريجين والخريجات 152 طالباً وطالبة من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال، وذلك خلال حفل مميز، تخللته لحظات مؤثرة واحتفاء كبير بإنجاز طال انتظاره.
تنوّعت مشاهد الحفل بين مباركات الأمهات ودموع الفرح في عيون الآباء، واحتضان الخريجين لذويهم وسط باقات من الورود ورسائل التهاني، في يومٍ حمل طابعاً إنسانياً ووطنياً، يعبّر عن صمود الشباب السوري وإصراره على التمسك بالعلم رغم كل التحديات.
وفي حديث مع عدد من الخريجين، أكّدوا أن فرحة التخرّج لا تشبه أي فرحة أخرى، إذ جاءت بعد سنوات من المعاناة، حيث تابعوا دراستهم في ظل الحرب والقصف والنزوح وتدهور الأوضاع الاقتصادية، ما جعل طريق التعليم مليئاً بالعقبات، لكنه لم يمنعهم من الوصول إلى هذه اللحظة.
بعض الطلاب تنقلوا بين أكثر من منطقة هرباً من القصف، وآخرون درسوا وهم يقيمون في مخيمات أو ظروف معيشية صعبة، لا سيما كان مفروضاً عليهم تأمين نفقات الدراسة والتنقل وغيرها من المصاريف التي تحتاجها رحلة الدراسة ومع ذلك، تمسكوا بحلم التخرّج حتى تحقّق.
وحمل اسم “دفعة التحرير” رمزية جميلة تمزج بين النجاح العلمي والانتصار الميداني، خاصة أن هذا الحفل جاء بعد تحرير البلاد من المجرم بشار الأسد، وتشير إلى بداية مرحلة جديدة في حياة البلاد وشبابها.
وبينما عبّروا عن سعادتهم بهذا الإنجاز، شددوا أيضاً على تطلعاتهم المستقبلية، إذ يتمنّى الخريجون أن تتاح لهم الفرصة للعمل ضمن اختصاصاتهم، والاستفادة من معارفهم في خدمة المجتمع، والمساهمة في إعادة بناء البلاد بمفاهيم اقتصادية حديثة، تخدم الاستقرار والتنمية.
وأشار الخريجون إلى أن سوريا اليوم، بدأت تستعيد عافيتها، وتفتح أمام الشباب آفاقاً جديدة للعمل والإبداع، وأن على الجيل الجديد أن يكون شريكاً فاعلاً في رسم مستقبل أكثر عدلاً وازدهاراً.