The New Arab : تنامي العلاقات الأمنية الخليجية الأميركية هل يؤثر على التفوق العسكري لإسرائيل؟
الثورة – ترجمة هبه: علي:
توجت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة إلى الخليج بتوقيع سلسلة من الاتفاقيات الدفاعية الكبرى مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.
قد تشهد هذه الصفقات حصول دول الخليج على أنظمة دفاعية متطورة، بعضها سينشر في المنطقة لأول مرة، وتشمل هذه الأنظمة طائرات MQ-9B بدون طيار من شركة جنرال أتوميكس، ونظام الهزيمة المتكاملة للطائرات الصغيرة بدون طيار منخفضة الموقع (FS-LIDS) من شركة RTX.
ومن المحتمل أيضاً إعادة فتح المناقشات حول الاستحواذ على طائرات إف-35 المقاتلة، والتي تسعى إليها القوى الإقليمية منذ فترة طويلة.
ومع ذلك، فإن توسع واشنطن في علاقاتها الاستراتيجية مع حلفائها في الخليج، وخاصة دمج عمليات نقل التكنولوجيا المتقدمة، سوف يتشكل إلى حد كبير من خلال كيفية تطبيق الإدارة لالتزامها بالتفوق العسكري النوعي لإسرائيل.
ولكن الدعم الخليجي سوف يعتمد على قيام الولايات المتحدة بتوفير أكثر من مجرد الأسلحة؛ إذ يسعى الخليج إلى الحصول على دعم شامل لقدراته الأمنية.
تاريخياً، قيد التفوق العسكري النوعي لإسرائيل تطور العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول الخليج، ففي ثمانينيات القرن الماضي، عارضت إسرائيل بيع حزم تحسينات لطائرات إف-15 إلى المملكة العربية السعودية، ورغم إقرار الكونغرس للصفقة في نهاية المطاف آنذاك، إلا أن ذلك قوبل بزيادة قدرها 600 مليون دولار في المساعدات العسكرية لإسرائيل، ونقل 15 طائرة إف-15 إضافية.
في الآونة الأخيرة، عام 2020 عبر إيلي كوهين، وزير الاستخبارات الإسرائيلي آنذاك، عن معارضته لطلب قطر الحصول على طائرات إف-٣٥، وحتى الآن، لم تستلم أي دولة خليجية هذه الطائرة المقاتلة من الجيل الخامس، مما يؤكد استمرار واشنطن في إعطاء الأولوية للتفوق العسكري الإسرائيلي.
لم تعد دول الخليج مشترياً سلبياً، فهي تقول: إذا أردتم البقاء شريكنا الأمني الرئيسي، فعليكم تقديم المزيد- مثل نقل التكنولوجيا، والتصنيع الدفاعي المحلي، والتدريب الأفضل، وحتى ضمانات أمنية رسمية، كما أوضح أندرياس كريج، الأستاذ المشارك في كلية كينجز كوليدج للدراسات الأمنية في لندن، لصحيفة ذا نيو عرب، إن سعي دول الخليج نحو استقلالها الاستراتيجي يسهم بشكل كبير في تشكيل وضعها الدفاعي، وتشهد مجموعة “إيدج” الدفاعية الإماراتية توسعاً عالمياً، بينما تعزز المملكة العربية السعودية مبادرات الإنتاج المشترك مع الولايات المتحدة والصين وتركيا، وتدعم واشنطن هذه التطورات بحذر، مع الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل.
وقال فرانشيسكو ساليسيو سكيافي، الزميل غير المقيم في معهد الشرق الأوسط في سويسرا (MEIS)، لوكالة أنباء TNA: “إن الولايات المتحدة تعوض بشكل متزايد عن المنصات المحجوبة من خلال وصول أعمق، وترقيات معيارية، وبناء قدرات محلية- وهي علامات على نهج أكثر معاملاتية ومتعدد الطبقات لإدارة التفوق العسكري النوعي في ظل الظروف الجيوسياسية المتطورة”، ولكن الضوابط الصارمة التي تفرضها واشنطن على وصول دول الخليج إلى الأنظمة المتقدمة من المرجح أن تتعرض لضغوط متزايدة مع إظهار الموردين البدلاء المحتملين قدرات تكنولوجية متنامية.
أدرك القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكنزي، مخاطر تغير الديناميكيات والاتجاهات في عام 2020، وقال: “نحن لا نريد أن يتجه [شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلى الصين، ولا نريدهم أن يتجهوا إلى روسيا”، بينما تستعد واشنطن لإعادة التفاوض على مذكرة التفاهم بشأن المساعدات الأمنية مع إسرائيل، عليها أن تفعل ذلك انطلاقاً من فهم جديد لأهمية الخليج للمصالح الاستراتيجية الأميركية.
وأبرز كريج أن دول الخليج “ترسم الآن استراتيجية الولايات المتحدة من خلال مساهمات مالية ضخمة، وتنسيق استراتيجي، وقدرات عسكرية متنامية”.
سيظل التفوق العسكري النوعي لإسرائيل أولوية أميركية، إلا أن تطوير الدفاع المحلي في الخليج، ونفوذه المالي، وسوق الأسلحة العالمي التنافسي يجعل إعادة تقييم إنفاذ التفوق العسكري النوعي أمراً ضرورياً، وسيكون هذا أمراً محورياً في تحديد مستقبل تعميق التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والخليج العربي.
المصدر- The New Arab