ثورة أون لاين- عمار النعمة:
تضمنت مجلة الآداب العالمية التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب عدداً من الدراسات والقصص والمراجعات نذكر منها: نظرة إلى الشعر الأرمني المعاصر بين الحب والثورة – رحلة مع الشاعر الرجيم بودلير – بوشكين في عباءة عربية – إضاءة جديدة على أدب فلاديمير نابوكوف..الخ.
وجاء في كلمة رئيس التحرير (الملف والترجمة) لا شك أن الترجمة الأمينة هي الترجمة الأقرب إلى الأصل لكن من دون الإخلال بأي قاعدة أساسية من قواعد النحو والصرف والبلاغة في لغة الهدف، إلا إذا كان السياق يتطلب إبداع صياغات تعبيرية جديدة, تقوم على تطوير ما استقر من أساليب وقواعد سابقة, ومثل هذه الترجمة بعيدة كل البعد عن الترجمة الحرفية, لأن المطلوب منها هو إنتاج نص مكافىء كفيل بنقل معاني النص الأصلي بجميع ظلالها وتلويناتها الدقيقة, ونقل كل الشحنات الانفعالية – التعبيرية الكامنة في النص الأصلي بكل ماتحتويه من حرارة وبرود, وحماسة وفتور , وابتهاج وأسىً واستنكار وإعجاب…الخ.
د.نجيب غزاوي كتب دراسة تحت عنوان رحلة مع الشاعر الرجيم بودلير قسمها إلى قسمين: قسم نظري عرض من خلاله حياة هذا الشاعر بما يخدم الدخول إلى عالمه الشعري، وكذلك التعرف إلى مذهبه الشعري وتعريفه للشعر وللشاعر, وتصوره لعمل الشاعر, أما في الجزء العملي فقد صنف العديد من قصائده التي قام بترجمتها تصنيفاً موضوعاتياً فكانت هناك قصائد تعبر عن التماهي مع الطبيعة, والحب والمحبوبة والجمال الرجيم والخمرة والقلق والموت والمازوشية, وقد ترافق عرض القصائد مع تعليقات نقدية دقيقة ومكثفة وموجزة غايتها إلقاء الضوء على معالم عبقرية هذا الشاعر الفنية والتي اعتبرت ولا تزال ثورة في عالم الشعر في فرنسا والعالم.
بدوره عدنان جاموس في دراسته (بوشكين في عباءة عربية) قال:
قرأت بوشكين في عدد من الترجمات لكن تلك الترجمات لم تروِ عطش الروح التواقة إلى مطالعة جمال صٍرف, وقراءة إبداع خالص, حتى عثرت على ديوان بعنوان (الغجر) ترجمة الشاعر رفعت سلام الذي قدم أرغفة بوشكين الساخنة ببراعة فنان يملك عينين مغايريتين لعيني أي مترجم عادي كل عدته تكمن في امتلاك لسان الآخر فحسب, فضلاً عن كون (سلام) يملك قاموساً لغوياً ذا ثراء واضح يؤهله لاختيار المفردة والعبارة الملائمة لما يترجمه من شعر.
ويختتم بالقول: إننا لا نستطيع إصدار حكم موضوعي مُنصف على ترجمة عمل ما إلا بعد مقارنتها بالأصل الذي ترجمت عنه, فثمة نصوص مترجمة تجد متعة في قراءتها لنصاعة أسلوبها ومتانة سبكها وفصاحة مفرداتها, لكن عند مقارنتها بالأصول تجد أن المترجم قد بلغ به التصرف حداً أبعده عن الأصل قليلاً أو كثيراً, إما لأن المعنى المقصود قد استعصى على فهمه, أو لتملكه ناصية لغته الأم بالقدر الكافي للتعبير عن الأفكار والمشاعر والعواطف التي عبر عنها الكاتب بصياغات أصلية مبتكرة تقصر خبرة المترجم وموهبته عن ابتداع صياغات مكافئة لها بلغته الأم.
التالي