ثورة أون لاين_ غصون سليمان:
ترافق الصغار متعة حقيقية وهم يطوفون على البوادي الحزينة التي قهرتها أصابع الجهل وحولت خضرتها الوارفة إلى رماد وسواد بفعل أدوات الإرهاب والحرائق المفتعلة التي طالت مساحات كبيرة من جغرافية الوطن.
مديرية ثقافة الطفل في اللاذقية نظمت مؤخراً يوماً بيئياً في أحضان الطبيعة الساحلية للمحافظة، بهدف ترميم ما خسرته بعض تلك المناطق من أشجار حراجية ومثمرة في ساحلنا الجميل، حيث اصطحب فريق العمل المشرف على هذا النشاط أكياساً متنوعة من البذور المجففة، “دراق، مشمش، خوخ، لوز، كرز أوكي دنيا وغيرها من بذور الثمار المتعددة. كي يختبر أطفالنا الصغار بأنفسهم من خلال الاطلاع بشكل مباشر على معالم وجمالية الطبيعة السورية أولاً وتعريفهم بأهمية ما يقومون به من زراعة البذار في جوف الأرض التي تعرض أديمها للعبث، من حرق وتخريب للغطاء النباتي وقطع للأشجارالمثمرة والحراجية، إلى جانب خصوصيتها التي تعني الكثير من ناحية الحفاظ على التنوع والتوازن البيئي.
ولعل الأهم في أعمال تطوعية كهذه، هو الشعور والإحساس بالواجب وتعزيز العمل الجماعي وحب الأرض والانتماء وتحريض فعل الغيرية في نفوس الناشئة.
آن الانطلاق خارج حدود المدن وتنظيم رحلات تطوعية إنتاجية تقوم بها وزارات التربية والثقافة والبيئة وغيرها على سبيل المثال لا الحصر، ما هي إلا جزء مهم في سلم البناء الاجتماعي الداخلي وتمكينهم ثقافياً ومعرفياً بالحفاظ على مقدرات المجتمع والوطن بدءاً من الأسرة والمنزل والمدرسة والجامعة والمعمل، فلكل شريحة مجتمعية دور يجب أن يتكامل مع أدوار الشرائح الأخرى عبر المؤسسات الرسمية والمنظمات الشعبية، والأهلية والنقابات المهنية.
إن خطوة مديرية ثقافة الطفل التابعة لوزارة الثقافة وقيامها بحملة نشاطات على مستوى المحافظات بهدف زراعة البذور وغرس النباتات في المناطق المختلفة يخفف عبء الضجر والملل عن كاهل نفوس الأهل والأطفال على السواء، بما يخدم الأنشطة اللاصفية وما تعطيه من مخرجات على صعيد التفاعلات الإيجابية التي نحتاجها في كل المراحل.