ثورة أون لاين:
تتفاقم معاناة الفلسطينيين وخاصة في مدينة الخليل بالضفة الغربية مع تفشي وباء كورونا جراء منع الاحتلال الإسرائيلي الطواقم الطبية من التنقل بين بلدات وقرى ومخيمات المدينة للقيام بعملها في مواجهة الوباء مع تسجيل الخليل أعلى معدلات الإصابة في فلسطين المحتلة ما يهدد بكارثة صحية خطيرة.
وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في بيان لها أن الوضع الوبائي في الخليل خطير موضحة أن 67 بالمئة من الإصابات النشطة في الأراضي الفلسطينية والتي يقدر عددها بـ 4037 مسجلة باسم المدينة التي بلغ إجمالي الإصابات النشطة فيها 2749 حالة منها 216 سجلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ووصل عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد في فلسطين المحتلة إلى 4722 توفيت منها عشرون حالة معظمها في الخليل فيما بلغ عدد حالات التعافي 665.
الأطقم الطبية الفلسطينية حذرت من خطورة استمرار الاحتلال بعرقلة عملها في الخليل ومنعها من الوصول بحرية إلى المناطق التي يتفشى فيها الفيروس وعلاج الحالات المصابة وتعقيم المرافق العامة.
الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أوضح لمراسل سانا أنه على الرغم من تفشي وباء كورونا في الخليل وقراها لم تتوقف اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على الفلسطينيين فيها حيث استمرت اقتحاماته للمنازل والممتلكات وحملات الاعتقال والاستيلاء على الأراضي وحرق المحاصيل الزراعية وقطع الطرق.
وقال البرغوثي إن الاحتلال يضيق الخناق على 25 ألف فلسطيني في الخليل ويمنع الطواقم الطبية الفلسطينية والمتطوعين من العمل على تطويق الوباء رغم تسجيل أكثر من 2700 إصابة في المدينة ما ينذر بكارثة صحية وخروج الوضع عن السيطرة مطالبا المجتمع الدولي بتقديم الدعم الطبي اللازم للفلسطينيين وإلزام سلطات الاحتلال بالسماح لوزارة الصحة الفلسطينية بالعمل بحرية في قرى وبلدات الخليل وفي كل شبر من الأراضي المحتلة.
ولفت البرغوثي إلى أن الأمر لا يتوقف عند مدينة الخليل فالاحتلال يمنع الطواقم الطبية من الوصول إلى أكثر من 100 بلدة وقرية في الضفة الغربية المحتلة لتقديم العلاج للحالات المصابة أو حتى نقلها للمستشفيات المركزية في مدن الضفة.
مدير مجمع فلسطين الطبي أحمد البيتاوي أشار إلى أن وباء كورونا تفشى في المدن والبلدات الفلسطينية في ظل واقع مأساوي للقطاع الصحي الفلسطيني الذي تحول ممارسات الاحتلال الإسرائيلي دون تطويره مبينا أن الطواقم الطبية الفلسطينية تعمل جاهدة من أجل إنقاذ مئات المصابين بالفيروس ولتطويق الوباء بما يتوفر لديها من إمكانيات بسيطة مقارنة بالدول المتقدمة التي فقدت السيطرة عليه على الرغم من قدراتها الصحية الضخمة.
من جهته أوضح منسق اللجان الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الضفة راتب الجبور أن قوات الاحتلال ومستوطنيه يستغلون ظروف تفشي وباء كورونا في الخليل لتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية التهويدية من خلال تصعيد اعتداءاتهم اليومية على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومنع المتطوعين والفرق الطبية من الوصول إلى المصابين والعمل على الحد من انتشار الوباء ما سيؤدي لاستفحاله ما لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف النتائج الكارثية لممارسات الاحتلال.
ممثل حركة فتح في البلدة القديمة بالخليل مهند الجعبري يؤكد أن الاحتلال يمنع دخول الطواقم الطبية إلى البلدة القديمة ويحول دون تنفيذ عملية الحجر الصحي الكامل لقرى ومناطق باتت بؤرة لانتشار الوباء مبينا أن المستوطنين المصابين بفيروس كورونا كثفوا اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الخليل بهدف نشر الفيروس وتهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وإقامة المزيد من الوحدات الاستيطانية عليها.