ثورة أون لاين – هفاف ميهوب:
انشغلن بإبداعاتهن، فأخضعن الظروف القاسية التي سببتها الحرب والوباء والحصار على وطنهن.. لم يلتفتن لضوضاء الحياة كغيرهم، بل ثابرن على العيش ضمن عوالمٍ كانت الكلمات فيها، هي عطر وألق وجودهن.
إنهنَّ شاعرات ومترجمات وناشرات، لأنهنَّ يتمنِّين وككلِّ المبدعات أن تُسمع أصواتهن، وجَّهن عبر صحيفتنا رسالة إلى مرشحي أعضاء مجلس الشعب، يقلن فيها عن مطالبهنَّ:
عفراء هدبا: ناشرة
“تعزيز دور الثقافة.. لإعادة بناء ما دمرته الحرب”
على أبواب الدور التشريعي الثالث لمجلس الشعب، وأمام هذا الاستحقاق الوطني الهام، نتطلع كعاملين في قطاع التأليف والنشر إلى مزيد من الانجازات التي من شأنها أن تدفع العمل الثقافي قدماً، وتعزز دور الثقافة كعامل مهم في إعادة بناء ما دمرته الحرب، وإعمار العقول فكراً وأدباً وعلوماً متقدمة تسهم في حركة التغيير المأمول، والانتقال ببلدنا إلى مصاف الدول المتقدمة.
من هنا يترتب على المرشحين الذين يمثلون قطاع الثقافة، أن يسعوا إلى تعزيز أدواتها ومؤسساتها من خلال قرارات نافذة وقادرة على توفير الدعم للكتاب وصناعته، وكذلك توفير هامش أكبر لحرية الرأي والتعبير ما يؤدي إلى ازدهار حركة التأليف والنشر، ويسهم في تحقيق الغاية الأسمى للثقافة وهي قيادة المجتمع وتحصينه ضد عوامل الجهل والتخلف، ليصبح أكثر قوة ومنعة في مواجهة التحديات، آملين أن يصل إلى مجلس الشعب أصحاب الكفاءات والمؤهلات العلمية القادرة على صنع مستقبل أفضل لهذا البلد، وهذه مسؤولية وواجب الناخب والمرشح على حدٍّ سواء.
ثراء الرومي: شاعرة ومترجمة
“الحرص على كرامة وإنسانيّة من يهبونهم أصواتهم”
في الحقيقة، مطالبي الخاصّة بالجانب الإبداعيّ لا تنفصل عن المطالب الحياتيّة، لأنّهما توءم.
ربما يُخلَق الإبداع من رحم المعاناة ولكنّ حجم المعاناة التي نعيشها كسوريّين في ظلّ هذه الظّروف المعيشيّة القاهرة الّتي أفرزتها سنوات الحرب والحصار، يفوق كلّ ما خطّه قلم، وغالباً ما يتسبّب بشلل إبداعيّ إن صحّ التّعبير. لذلك اسمحي لي ألّا أكون منفصلة عن الواقع وأن يكون مطلبي الأوّل هو أن يسعوا جاهدين لإيجاد آليّة ناجعة ومنطقيّة يتمّ فيها تخفيض الأسعار الجنونيّة، ومحاسبة كلّ من يتاجر بقوت الشّعب الصّامد أبداً، وفي سياق مماثل، أطالب بالسّعي لاستصدار قرار ينصف الكتّاب والشّعراء والمترجمين بخصوص تعرفة ما يصدرونه من أعمال إبداعيّة، فهي زهيدة مقارنة بالدّول الأخرى، ورفع التّعرفة يجعل هذه الإبداعات تضمن العيش الكريم للمبدع عبر تفرّغه للكتابة أو التّرجمة، ممّا يفجّر طاقاته الكامنة ويدفعه للمزيد من العطاء، بدلاً من انشغاله عن الإبداع بأعمال أخرى بحثاً عن لقمة عيش كريمة.
كلّ هذا يصبّ في حالة الارتقاء بالمجتمع، فالإنسان الجائع لن يبحث عن كتاب أو مجلّة، بل سيكون جلّ اهتمامه أن يسدّ رمقه ورمق أولاده. لذلك فالطّموحات جميعها تنطلق من مطلب واحد بدأت به كلامي وسأختم به: أن يكون مجلس الشّعب للشّعب عبر حرصه على كرامة وإنسانيّة من يهبونه ثقتهم وأصواتهم.
كوثر نزهة: شاعرة
“الاهتمام بأصحاب المواهب.. وتوظيف قدراتهم”
من المعروف أن المبدعين في كل مجتمع، هم الطاقة العليا الدافعة له نحو التقدم والبناء، وحتى نطرح سؤالاً، كيف ندعم الإنسان المبدع، يجب أن ننظر إلى هذا الإنسان ككل وبصورة شاملة للمشهد كاملاً. أي ألا نغفل عن أي ظرف موجود في الوسط الذي يعيش فيه، ومن هنا يأتي الدعم الذي يتجاوز به المبدع كل ما يعترض طريق إبداعه..
أما ماذا يريد الشاعر والكاتب من مجلس الشعب الجديد، فأن يتم إنصافه ومنحه فرصة إظهار كل مضامين أفكاره أمام المجتمع، وأن يقوم أعضاء المجلس بتوجيه وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب، للاهتمام بالشعراء وأصحاب المواهب الحقيقية، وتُسليط الضوء عليهم.
أيضاً، مساعدة الشعراء والموهوبين للوصول إلى مبتغاهم، وسواء من خلال تقديم التسهيلات لنشر أعمالهم الأدبية الخاصة التي تغني الأدب، أو عبر تخصيص زوايا في بعض الصحف والمجلات، لتحتضن النصوص القيمة بمعانيها، ومنحهم فرص توظيف هذا الإبداع بطريقة تعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة والتشجيع على الاستمرار كمواهب شابة..
المطلوب أيضاً، زيادة النشاطات الثقافية على المنابر وإقامة المسابقات والحوارات الشعرية ونقلها إلى عامة الناس، مع وجود تقييم حقيقي ونقد بنّاء ومتابعة دقيقة، دون هذه العشوائية التي نراها غالباً.
نشكركم على إتاحة الفرصة لتقديم هذه المطالبات، التي ربما تمثل شريحة لا بأس بها، وأنا شاعرة من بين مئات الشعراء الذين ينتظرون أن تذرف قصائدهم دموع فرح.