حتى مع حالة فقدان ثقة المواطن ونظرته السلبية عن العديد من أعضاء مجلس الشعب، في عدم قدرتهم على حل مشاكله ومعاناته وأخذهم بالحسبان مطالبه وتناسيهم لوعودهم في أن يكونوا ممثلين حقيقيين له تحت قبة المجلس، إلا أن ثقة المواطن الكبرى بوطنه وأداء واجبه الوطني تجعل الوطن لديه أسمى من كل شيء، وهو المواطن الذي أثبت بجدارة لا تلين قدرته على التحدي وقوة الإرادة والعزيمة لمواجهة أي تحديات وضغوطات مهما بلغت في سبيل عزة وسمو الوطن.
إذ تجمع أغلبية آراء المواطنين أن انتخاب أعضاء مجلس الشعب في دوره التشريعي الثالث هو استحقاق كبير ومهم تتجلى فيه الديمقراطية بأبهى صورها ومعانيها، مع أمنيات عريضة للناخبين أن يحقق المنتخبون لهذا الدور ماينشده المواطن من طموحات كبيرة وتنفيذ الوعود والعمل الجاد لتحقيق أغلب مطالب المواطنين ونقل همومهم وحلها ما أمكن.
ومع تعدد الشعارات والأهداف التي يطلقها المرشحون لعضوية مجلس الشعب وما يرددونه من وعود بأن يكونوا ممثلين حقيقيين وصوت المواطن تحت قبة المجلس، هو لسان حال المواطن الذي تراوده أسئلة كثيرة حول إمكانية أن ينفذ المرشحون للمجلس ممن سينالون ثقة المواطن وعودهم وبرامجهم الانتخابية، ويطبقوا الأفكار والرؤى والطموحات، وهل سيكونون على قدر حمل المسؤولية في أن يثبتوا أنهم صوت المواطن الحقيقي والصادق في المجلس؟.
ففي انتخابات مجلس الشعب استحقاق ديموقراطي غاية في الأهمية وخاصة مع وجود أوضاع اقتصادية صعبة وضغوطات كثيرة ومتشعبة تفرض الكثير من الأعباء والهموم والألم على المواطن.
وذلك بحد ذاته يحمل الجميع المسؤولية سواء للمواطن المطلوب منه المزيد من الوعي والحرص في اختيار المرشح المناسب وما يتمتع به من الكفاءة والنزاهة الي يتطلبها ذلك، أم للمرشح الذي عليه أن يثبت أنه على قدر حمل المسؤولية وتمثيل المواطن في تلبية مطالبه وتحقيق وعوده أفعالاً وليس مجرد شعارات فقط.
فالظروف الاستثنائية لاشك تحتاج وتتطلب أعضاء استثنائيين لمجلس الشعب بكل معنى الكلمة جديرين بحمل الأمانة والمسؤولية الوطنية، يضعون نصب أعينهم العمل لإحداث تطوير في جميع المجالات والابتعاد عن المصلحة الفردية والسعي لخدمة المواطن ومصلحة الوطن أولاً وأخيراً.
حديث الناس – مريم إبراهيم