في مطلع كل صباح نرى إرهاب مجموعات (قسد) وهي ترتكب المزيد من الجرائم بحق أهلنا في الجزيرة، تقطع المياه عن الأهالي بالتنسيق مع النظام التركي المحتل، وتمنع الطحين عن المخابز بالتنسيق مع جنود المحتل الأميركي.
تصادر القمح، وتهدد من يورده إلى مؤسسات الدولة، وتختطف المواطنين الأبرياء وتسرق ممتلكاتهم، وتحرق محاصيلهم، علها تستطيع تهجيرهم، وإحداث التغيير الديمغرافي الذي يعتبر في مقدمة أجنداتها الانفصالية المشبوهة.
اليوم مجموعات (قسد) الإرهابية المدعومة من الاحتلال الأميركي، وأداته الرئيسة في الجزيرة السورية بعد تنظيم داعش الإرهابي، لم تعد تكتفي باحتلال المباني والمؤسسات والمقار الحكومية في مدينة الحسكة كما فعلت منذ أيام، بل واصلت إرهابها بحق أهلنا هناك بمحاربتهم بلقمة عيشهم بهذه الطرق الإجرامية المتعددة.
ما تفعله (قسد) يؤكد تماماً التوصيف الحقيقي لها، وهي العمالة للمحتل الغاصب، والأداة الرخيصة له، فهي لا تستطيع الاستمرار من دون دعمه المباشر بالمال والسلاح والتغطية السياسية لجرائمها، والدعم العسكري لها في مناطق انتشارها، وهي لا تستطيع التنفس من دون أن تأتمر بأوامره، وتنفذ مخططات منظومة العدوان برمتها وأهدافها الاستعمارية.
وما عجزت منظومة العدوان عن تحقيقه على أرض الواقع بقيادة الأميركي وتنفيذ التركي بدأت هي بمحاولة فعله في مناطق انتشارها في الجزيرة السورية، وما عجز عن تحقيقه (قيصر) الإرهابي والحصار الأميركي الجائر لسورية تحاول واشنطن تنفيذه عبر أدواتها الرخيصة كقسد التي تستقوي بالمحتل الأميركي وترفع علمه على المباني الحكومية السورية.
لقد كذبت أميركا على العالم وحاولت تضليله بأنها جاءت إلى سورية ليس كدولة غازية بل لمحاربة الإرهاب المزعوم، وتحت هذه المزاعم دمرت مدن السوريين وقراهم، والرقة أكبر شاهد على جرائمها تلك.
وتحت هذه المزاعم سرقت النفط السوري والقمح والثروات، وأحرقت بقية المحاصيل التي لم تصل يد قواتها الغازية إليها، كي تجوّع الشعب السوري وتهجره، وعندما فشلت في تحقيق أجنداتها بفضل صمود السوريين وبسالة جيشهم الذي دحر الإرهاب من معظم الجغرافيا السورية راحت توظف (قسد) وغيرها من الأدوات لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية تلك، من دون أن يدرك ترامب وطاقم إدارته المتطرف ومعه نظام أردوغان المحتل أن مخططاتهم سترتد عليهم، ومن دون أن يدرك متزعمو قسد وأشباهها أن السوريين سيلفظونهم لأن هذا هو المصير الحتمي للعملاء والمأجورين.
بقلم مدير التحرير -أحمد حمادة