الثورة أون لاين – هنادي الحوري:
الاستحقاقات المهمّة تحدّد الخطوط العريضة في الحياة العامّة للمواطنين فهي تلامس همومهم وآمالهم وطموحاتهم وترسم ملامح مرحلة قادمة بكلّ تشكيلاتها وتلويناتها وتشابكاتها، وانتخابات أعضاء مجلس الشعب في الدور التشريعي الثالث إحدى أهم هذه الاستحقاقات في المرحلة الحالية والمقبلة.
ولأن الأدباء خير من يحمل هموم الشأن الثقافي والحالة الثقافية للارتقاء بها، وقلمهم قادر على توجيه الرسائل الصحيحة في هذا المجال كما هو مميّز في اختيار المرشح الذي يدافع عن المنبر الثقافي، وسفينة الأدب لتصل إلى مرساها كما يشتهي الملّاح، ويضع في ميزان الاختيار صفات من سيتولّى هذه المهمة بعيداً عن الوعود والمجاملات، والميزان لديه لا كفّة ترجح به إلا كفة قرن القول بالفعل.
وللإضاءة على ما تقدّم كان لنا اللقاء التالي مع الشاعرة السورية سهير زغبور التي تعرفها منابر الثقافة كما يعرف الابن حضن أمه الدافئ فعبّرت بكل الصدق الذي عُرفت به عن صفات من ستقرّر إعطاءه صوتها، وما المطلوب من الدور التشريعي القادم للارتقاء بالشأن الثقافي لأن معركتنا الثقافية لا تقلّ ضراوة عن بقية المعارك التي يخوضها شعبنا وجيشنا لكتابة الفصل الأخير من الانتصار.
الشاعرة سهير زغبور:
لعلّ الإجابة عن أسئلة تضعنا قبالة استحقاق مصيري هي نفسها الأساس الذي سنختار بناء عليه من سيمثّلنا تحت قبة مجلس الشعب.
الشعب الذي بنى ومازال يبني آمالاً على أنّ صوته سيصل بصدق وشفافية، لذا فالمهمة الموكلة إلينا في انتخاب أعضاء المجلس لا تقلّ أهمية عن مسؤوليتهم فيما بعد، لأن خيارنا هو نحن، هو إرادتنا.
وأنا من موقعي ككاتبة أراني سأختار من يرى المنصب وسيلة لخدمة الشعب لا غاية، أن يمثّل الشعب لا أن يمثل على الشعب، هذا الشعب الذي قدّم الكثير ومازال يقدّم لأجل وطننا الغالي.. لأجل أرضنا الطيبة ..لأجل كرامتنا.
أنا من هذا الشعب ..
سأنتخب الذي سيكون جديراً بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، هي مسؤولية وطنية وأخلاقية وإنسانية، هي مسألة وطن، ولأن الأدب سيكون مفرغاً من محتواه إن لم يعبّر عن الآخر، هذا الآخر الذي هو الإنسان فلا بدّ من توفير بيئة خصبة لكل قلم يحرث السطر لتنبت الفكرة النبيلة المنيرة في زمن تعصف بنا رياح تحديات كبرى، ثقافية واقتصادية في محاولة لمحو إرثنا الحضاري واللغوي، وهذه البيئة لن تكون إلا من خلال حراك ثقافي جديد يكسر الشللية التي تسيطر على الواقع الأدبي والفكري، لا بدّ من عصر تنوير جديد نحمي به أبناءنا من الضياع، نعيد إلى اللغة ألقها الأول، إلى الحبر حصانته من التبخر، إن لم يلقَ اهتماماً.
لا بدّ من دعم الفعاليات الثقافية مادياً وإعلامياً وانتقاء الكوادر المؤهلة لذلك.
فنحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى الكلمة، الكلمة التي كانت البدء، وستبقى سدرة المنتهى.
الكاتب أيضاً كادح بقلمه وفكره، وحين يكون الفكر بصحّة جيدة فلا خوف من المستقبل أبداً.
لذا نأمل أن يكون أداء المجلس الجديد أفضل من أداء المجلس السابق فقد غيّب نوعاً ما اهتمامه بالجانب الثقافي، الذي هو عصب الوطن ولسان حال الشعب كلّه.