قطاع الدواجن في سورية من أهم القطاعات الوطنية سواء من حيث حجم رأس المال المستثمر فيها، أم من حيث عدد العاملين في هذا القطاع، ناهيك عن كونه يحقق وفراً اقتصادياً متميزاً ويسهم في استقرار وتأمين جزء مهم من أمننا الغذائي.
رغم الأهمية الكبيرة لهذا القطاع إلا أنه شهد مؤخراً تراجعاً ملحوظاً، إذ توقف الكثير من المداجن عن العمل، وباع أصحابها الدجاج بسبب عدم توافر المستلزمات وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج من ذرة وصويا والأدوية البيطرية وغيرها، وعدم ربحية المشروع وعدم توافر التمويل اللازم، وارتفاع تكاليف التربية والترخيص، وخروج المئات من المداجن عن الخدمة نتيجة الأعمال الإرهابية والحرب العدوانية التي شنت على سورية، الأمر الذي أدى إلى تدهور سريع لهذا القطاع ما انعكس سلباً على المنتج والمستهلك، حيث شهدت الأسواق تحليقاً غير مسبوق بأسعار الفروج سواء الحي منه أم المذبوح وكذلك الحال بالنسبة لبيض المائدة، وفي حال استمر الوضع على هذا الحال فمن الممكن أن يتجاوز سعر كيلو الفروج خلال فترة العيد القادم ضعف سعره الحالي بعدما انتقل من الوفرة إلى الندرة ومن الفائض إلى القلة.
إعادة النهوض بقطاع الدواجن بكل مكوناته باعتباره أحد المقومات الرئيسة للأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية، وإيقاف نزيف هذا القطاع والخسارات الكبيرة والمتتالية التي عانى منها المربون تتطلب إجراءات عاجلة وداعمة له، وإعادة تشغيل المداجن المدمرة والمتوقفة عن العمل، والعودة لزراعة أصناف الذرة الصفراء العلفية والصويا، وتطويرها ووضعها ضمن الخطة الزراعية، وتنظيم عمل المسالخ وتوزعها الجغرافي، وتأمين الأعلاف للدواجن بأسعار مقبولة.
رغم الوعود الكثيرة لزيادة الدعم لهذا القطاع وللمربين وللعاملين فيه، لكن هذا الدعم لم يرق بعد إلى المستوى المطلوب منه ولم يعط النتائج المرجوة لوقف مسلسل الخسائر والانهيار المتسارع فيه والتي بتنا نلمس آثارها السلبية على أرض الواقع.
أروقة محلية – بسام زيود