ثورة أون لاين -بقلم مدير تحرير- بشار محمد:
في الحقيقة الصّورة محرجة جدّاً للغرب، وتربك الدوائر السياسيّة الغربيّة، وخاصّة الأميركيّة، وهنا نتحدّث عن الصورة الحقيقيّة للديمقراطية في سورية التي عكستها العمليّة الانتخابيّة لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث، وكيف قدّم الإعلام الوطني صورة شفّافة لمراحل العمليّة الانتخابيّة بمهنيّة عالية كانت كالمخرز في عين العدو.
الولايات المتحدة الأميركيّة وكعادتها حاولت التقليل من أهمية الانتخابات إلّا أنّ قافلة الاستحقاق التشريعي الدستوري سارت بكلّ سلاسة، وبإقبال جيّد، ودون تسجيل أيّ مخالفات قانونيّة وهذا الأمر أزعج أعداء سورية، ودفعهم لإبداء تصريحات لا تغني من جوع، خاصة أنّ الرأي الأميركيّ سلباً كان أم إيجاباً لا يعني أي سوريّ مارس حقه وواجبه ووضع صوته في صندوق الاقتراع ليقول للعالم كلّه إنّه حرّ في بلده ويمارس أعلى أشكال الديمقراطية في أجواء مثاليّة لا يستطيع أحد إنكارها.
معنويات السوريين العالية لا يمكن كسرها بتصريح هنا أو عدوان هناك حيث لا يمكن فصل العدوان الصهيوني على جنوب دمشق عشيّة اليوم التالي للانتخابات التشريعية عن المحاولات الفاشلة التي يقوم بها أعداء سورية بهدف كسر إرادة السوريين، والنيل من معنوياتهم التي تزاحم النجوم خاصة بعد عقد من الظّلم، والحصار، والإرهاب المفروض عليهم من قبل جوقات متعدّدة إقليميّاً ودوليّاً.
لم تعد الكلمات البرّاقة التي يبدع بها الغرب تنطلي على الشعب العربي في سورية، ولم تعد شعارات الديمقراطيّة الكاذبة، وحقوق الإنسان تخدع السوريين، بل أصبحت إنذاراً خاطئاً لمن يحملها من خارج حدود الوطن خاصة أنّ السوريين صنّاع حضارة، وديمقراطية حقيقية تضاهي الغرب وديمقراطيته الكاذبة.
الشعب السوري قال كلمته الوطنيّة، وأنجز استحقاقاً دستوريّاً مهمّاً على طريق نصره الكبير على الإرهاب وداعميه، ورسالته قالها على رؤوس الأشهاد، وأوصلها أمام العالم كلّه، ومفادها أنّه هو فقط من يقرّر مصيره، ويرسم مستقبله.