هي أنظمة وكيانات الإرهاب العالمية.. أمريكية كانت أو أوروبية أو اسرائيلية، المتخمة حقداً على سورية شعباً وجيشاً وحكومة، والباحثة على الدوام في صندوق دسائسها عن حيل بهلوانية سياسية، وفبركات ميدانية، نراها اليوم تتلقى صفعة موجعة، وفي الصميم، فلا أهواؤها العدوانية، ولا رياح أطماعها الاستعمارية قد جرت بما تشتهيه سفن مخططاتها التقسيمية الكانتونية، ولا مرتزقتها المأجورين وأبواقها الذين سمتهم زوراً وبهتاناً “معارضة” قد نفعوها بشيء، ولا طبخاتها الكيميائية، وبروباغنداتها الأممية المسيسة، وتقاريرها الملفقة، قد أفضت إلى أي نتيجة تذكر، نتيجة تصب في رصيدها المفلس أصلاً، وتمس صمود الشعب السوري وثوابته الوطنية.
حاولت إدارة الإرهاب الأميركية مراراً تضييق الخناق على السوريين، وحاكت ما استطاعت إليه سبيلاً من أساليب العقوبات الاقتصادية الجائرة، والباطلة، وفعلت كل ما اعتمل في مخيلتها، وأدمغة أبالستها الاستخباراتية، ومع ذلك لم تستطع أن تعرقل مسيرة العجلة الدستورية في سورية، ومنعها من إكمال مشوارها، وصولاً بالسوريين إلى بر الأمان والاستقرار.
السوريون انتخبوا.. وأكدوا المؤكد بأن لا خبز للأجنبي على أراضينا، وبأن القرار كان وسيبقى وطنياً وسورياً بامتياز رغم أنوف المعتدين الواهمين، تحدوا ما يسمى “قيصر” الأميركي، ومعه كل أوهام نظيره الأوروبي العجوز، الذي لا يملك من أمره شيئاً سوى أن يردد كلمات سيده الأميركي، ويتابع إجراءاته القذرة، أو يكررها بحذافيرها، ليبقى الاختلاف لا في المضمون العدواني، وإنما فقط في اللغة التي يُكتب بها هذا الفرمان الجائر أو ذاك، واللكنة التي يُنطق بها.
إرادة السوريين أقوى من كل تعويذات الأميركي وإرهاب أذرعه في الأرض السورية، وهي أقوى أيضاً من كل اعتداءات العدو الإسرائيلي الغاشمة التي ما هي أولاً وأخيراً إلا ترجمة للإفلاس وحالة الإحباط التي تسيطر على هذا الكيان المارق، بل ويمكننا الجزم بأنه لا يمكن لأي سوري مهما بلغ عمره أن ينخدع بتاتاً بتلك الإطلالات الأوروبية الباردة، التي تحاول أن تعبث بالأوراق، وتخلطها من جديد، لتقامر على سخونة المشهد، ومجريات الأحداث، وتذرف دموعاً لا تعدو عن كونها دموع تماسيح لا أكثر ولا أقل، وتتحدث عن السوريين، وكأنها بريئة من كل ما يحدث لهم من أزمات متتالية.
معركة السوريين مع منظومة الشر العالمية باتت في خواتيمها، ووحدها الأيام القادمة كفيلة بنفض غبار الإرهاب، وطرد القوات المحتلة غير الشرعية، ويبقى النصر السوري محسوماً بالمطلق، ومرهوناً على الدوام بعزيمة واستبسال حماة الديار، وصمود السوريين، والتفافهم حول قيادتهم الحكيمة.
ريم صالح – نافذة على حدث
.