ثورة أون لاين – درعا – عبدالله صبح:
أصبح أكثر الناس هذه الأيام نباتيون دون برمجة مسبقة نتيجة موجة الغلاء التي أطاحت بأحلام المواطنين من خلال اقتنائهم ولو فروج واحد كل أسبوع.
جاءت هذه السياسة الداخلية الاقتصادية لكل بيت من خلال تحليق أسعار اللحوم البيضاء وخاصة الدجاج بعد توجه الكثير من الناس عليه نتيجة أسعاره المقبولة بعد أن حلقت أسعار اللحوم الحمراء عالياً هذا كله في ظل غياب كامل للرقابة التموينية التي أصبحت “لا تهش ولا تنش”.
الثورة أون لاين التقت في جولتها الكثير من الباعة الذين اشتكوا من عدم الإقبال على شراء الدجاج الحي والسبب مرده ضعف القوة الشرائية للمواطن وبالتالي عزوفهم عن الشراء.
البائع أبو محمد بين لنا أن الأيام التي تسبق عيد الأضحى من كل عام يتم بيع الكمية بكاملها قبل الثانية ظهراً، أما هذه الأيام عدد الزبائن يكاد لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة نتيجة ارتفاع السعر والذي وصل إلى ٣١٥٠ ليرة لسعر الكيلو الواحد من الفروج الحي يوم أمس.
بينما آخر في إحدى الأحياء الميسورة أكد أن الكمية التي يبتاعونها كل يوم من المربين يبيعونها بصعوبة ويبقون حتى وقت متأخر من النهار والسبب يعود لبيعه الفروج قطع وهو المفضل لدى أكثرية زبائنهم حيث يبيع سعر كيلو الصدر ب ٦٠٠٠ ليرة والفخذ كذلك بينما سعر كيلو الأجنحة ب ٣٥٠٠ ليرة وسودة الدجاج تجاوزت ال ٥٠٠٠ آلاف؛ هذا كله في ظل غياب السورية للتجارة التي تنشط في المدن الكبرى وأنا أقصد دمشق مثالاً والتي تتدخل بأسعار أقل من سعر السوق المحلية بألف ليرة ما يعتبره المواطن مغنماً رغم عدم قناعته بالسعر أصلاً.
الطبيب البيطري والنقابي وهيب المقداد عزا السبب في غلاء الدجاج إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات المربين من أعلاف وأدوية بيطرية، ورغم هبوط سعر الصرف إلا أن السعر بقي على حاله موازاة بضعف القوة الشرائية للمواطن وخروج الكثير من المربين من هذه المهنة والتي أصبحت لا تسمن أو تغني من جوع على حدِّ قولهم، حيث تم توجيه بوصلة أكثرية الناس نحو شراء الخضروات والسبب أسعارها التي تناسب دخولهم بعد تحليق اسعار الدجاج عالياً.
ما تمَّ ذكره ولّدَ لدى الأكثرية من الناس عزوفاً عن شراء اللحوم البيضاء وخاصة الدجاج وملحقاته، بينما الجميع يحاول اليوم أن يعتاد النمط النباتي كونه نهجٌاً صحّياً ومن جانب آخر يتماشى مع ظروفهم الاقتصادية المتردية التي تتعامى عنها الحكومة و “تطنشها”!!..