الثورة – ميساء العلي:
مع اكتمال وصول المنحة النفطية السعودية إلى سوريا، تدخل البلاد مرحلة جديدة في مسار تخفيف أزمات الطاقة وتعزيز قدرات تشغيل المصافي، في خطوة تحمل أبعاداً اقتصادية وسياسية واضحة.

ووصلت -اليوم الاثنين- الدفعة الثانية والأخيرة من المنحة النفطية السعودية إلى سوريا، والبالغة نحو مليون برميل من النفط الخام، ليصل إجمالي الكمية إلى مليون و650 ألف برميل.
وقال وزير الطاقة محمد البشير، في منشور عبر منصّة “إكس”: “أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى المملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وشعباً على هذا الدعم الكريم، الذي يعكس عمق الروابط الأخوية بين بلدينا الشقيقين”.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن المنحة تهدف إلى المساهمة في تعزيز تشغيل المصافي السورية وتحقيق الاستدامة التشغيلية والمالية، ودعم تنمية الاقتصاد ومواجهة التحديات الاقتصادية في سوريا، وتمكين القطاعات الحيوية فيها من النمو، ودعم الجهود الوطنية والدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
فوائد اقتصادية
يرى الخبير الاقتصادي والمصرفي إبراهيم نافع قوشجي، أن المنحة السعودية تمثّل خطوة استراتيجية لدعم الاقتصاد المحلي، إذ توفر نحو 1.65 مليون برميل من النفط الخام، ما يعزز قدرة البلاد على تشغيل المصافي وتوليد الكهرباء وتخفيف أزمة الطاقة.
وقال قوشجي لصحيفة “الثورة”: إن أهمية المنحة تكمن في تقليص فجوة العرض والطلب على الوقود، الذي تحتاجه القطاعات الإنتاجية والزراعية، مشيراً إلى أن توفر هذه الكميات يسهم في استمرار عمل المصانع وضمان تشغيل محطّات الري والنقل.
كما أكد أن المنحة ستخفف الضغط على العملة المحلية، إذ يقل اعتماد سوريا على الاستيراد الخارجي الذي يتطلب توفر عملة صعبة، ما يساعد في الحدّ من استنزاف الاحتياطي النقدي.
التحديات والفرص
ورغم أهمية المنحة، يوضح قوشجي أنها حلّ مؤقت، لا يغني عن ضرورة وضع استراتيجية طويلة الأمد لتأمين مصادر الطاقة، لافتاً إلى أن المرحلة الحالية تشكّل فرصة لتعزيز كفاءة المصافي وتطوير مصادر الطاقة البديلة، والبحث عن شراكات إقليمية مستدامة.
ويعتبر أن هذه المنحة النفطية ليست مجرد دعم تقني لتشغيل المصافي، بل تحمل أيضاً رسالة اقتصادية وسياسية مهمة، وتفتح الباب أمام تعاون عربي أوسع، وتسهم في تعزيز الاستقرار المالي والطاقوي في سوريا.
النفط في أرقام
بحسب تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة السورية للنفط يوسف قبلاوي، تبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية في سوريا 130 ألف برميل يومياً، مقابل حاجة إجمالية تقدّر بـ2.5 مليون برميل، وتعمل مصفاة بانياس حالياً بـ95 ألف برميل فقط بسبب تهالك أقسامها.