الثورة – عدي جضعان :
أكد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، قادر تيميز، في كلمته خلال المنتدى الأول لمراكز الفكر الأذربيجانية التركية في شوشا، أن الشراكة الاستراتيجية بين تركيا وأذربيجان قد ساهمت في تحسين إدارة العمليات الإقليمية، مشيراً إلى أن التوافق الاستراتيجي بين البلدين، رغم اختلاف مصالحهما السياسية في بعض الأحيان، يشكّل أساس تحالفهما القوي لا سيما في سوريا.
وأكد تيميز في حديثه أن السياسة التركية تجاه الشرق الأوسط تقوم على ثلاث ركائز أساسية.
الركيزة الأولى: هي مفهوم الأمن والاستقرار، وهو ما يظهر بوضوح من خلال العمليات العسكرية التركية في سوريا والعراق. وتعتبر تركيا هذه العمليات جزءاً من استراتيجيتها للحفاظ على استقرار المنطقة ومكافحة التهديدات التي قد تؤثر على أمنها القومي.
أما الركيزة الثانية: فهي التطبيع الدبلوماسي والتعاون الإقليمي، حيث نجحت تركيا في حلّ التوترات مع العديد من الدول في المنطقة، بما في ذلك سوريا والإمارات والسعودية، ما سمح بتعزيز التعاون في مجالات حيوية مثل النقل والطاقة.
والركيزة الثالثة: هي التركيز على الترابط الجغرافي الاقتصادي، حيث تسعى تركيا إلى تعزيز التعاون مع أذربيجان في مشاريع الطاقة والنقل، مثل ممر زانجيزور والممر الأوسط، بالإضافة إلى مشروع “طريق التنمية” الذي يربط العراق بتركيا وأوروبا، ما يعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
وأكد تيميز أن هذه الركائز الأساسية تسهم في تعميق الشراكة الاستراتيجية بين تركيا وأذربيجان، وتعمل على تعزيز النفوذ الإقليمي لكلا البلدين.
كما تخلق هذه الاستراتيجيات منصّات جديدة للاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط وجنوب القوقاز، وهو ما سيسهم بشكل مباشر في تحقيق استقرار أكبر في المنطقة وتطوير التعاون الإقليمي على المدى الطويل.
الجدير ذكره، أن تركيا بدأت بتوريد الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى سوريا لاستخدامه في توليد الطاقة الكهربائية.
وافتتح حينها وزير الطاقة السوري بحضور ممثلي تركيا وأذربيجان وقطر خط النقل الإقليمي للغاز الذي يربط سوريا بتركيا.
وقال إلشاد نصيروف نائب رئيس شركة النفط الأذربيجانية (سوكار) في (الثاني من آب/ أغسطس 2025) :إن أذربيجان ستصدر 1.2 مليار متر مكعب من الغاز سنويا إلى سوريا من حقل شاه دنيز للغاز في بحر قزوين، والذي تديره شركة بي.بي. وأدلى نصيروف بالتصريح في كلس بجنوب تركيا، بالقرب من الحدود السورية، مع بدء تركيا وأذربيجان تصدير الغاز الطبيعي إلى سوريا.