لايمكن أن نغمض العين ونختبىء وراء أوهام لا طائل لها ونحن نكابد ما نكابده من شظف العيش وانتشار الوباء الذي أضاف شقاء جديداً على حياة الكثير، في ظروف هي أقرب إلى حالة من ضياع بين من ما زال يؤمن بأن القادم من الأيام ربما يحمل في جعبته مفاتيح للفرج، وبين أناس استسلمت لليأس في انتظار حدوث معجزة إلهية تعيد الحياة إلى سيرتها الأولى.
ولكن في زحمة تلك المشاعر يزهر الحب عيداً في عيون أطفالنا ليعيد لنا الأمل من جديد، فهم المستقبل وهم الأمل الواعد، وفي غفلة منا نجد أنفسنا ننتقل من حالة إلى حالة، ومن زمن إلى زمن لنشاركهم ضحكاتهم، أفراحهم، شغبهم، وآمالهم، ونتمثل معاً وصف الرافعي لعالمهم في العيد عندما يقول (أيتها الرياض المنورة بأزهارها والطيور المغردة بألحانها، أيتها الأشجار المصفقة بأغصانها والنجوم المتلألئة بالنور الدائم أنت شتى ولكنك جميعا في هؤلاء الأطفال يوم العيد).
بالأمس كانت لي جولة بعدد من أحياء دمشق، وكانت المفاجأة هذا الازدحام في الحدائق وبعض الشوارع، وقد اصطحب الأهل أبناءهم في نزهات وقد تزودوا بما تيسر لهم من أسباب التسلية وبعض المأكولات ليحطوا الرحال في الحدائق متنزهين مستمتعين بأجواء العيد، وقد وجد الأطفال في ذلك فرصة للتحلل من قيود المنزل الصارمة، فانطلقوا يعبثون في محاولة للتعبير عن انتصارهم لحريتهم وبالطبع دون مراعاة للشروط الصحية المطلوبة.
وكم تمنيت لو تنبهت الجهات المعنية بتوفير بعض الأماكن الآمنة ليقضي فيها الطفل أوقاته دون التعرض للإصابة والمرض، وأظن أن الخيارات كثيرة لا يمكن ذكرها في هذه العجالة.
جميعنا يدرك أهمية أن نقدم الرعاية والأمان لأطفالنا، ففي عيونهم يكبر الأمل ومن قلوبهم الغضة نستمد القوة، ويبقى العيد ينسجون أفراحه ليزهر أملا يملأ الكون.
رؤية – فاتن أحمد دعبول