الثورة أون لاين ــ سنان سوادي
دعاء واستجداء واستعطاف، متسولون من كافة الأعمار يفترشون الأرصفة ينتشرون داخل الأسواق وأمام المقاهي والجامعات والمباني الحكومية، لكل متسول شارعه ومنطقة عمله وعملياته، فالتوزع والانتشار يتم وفق خطة مدروسة بحيث لايتعدى أحدهم على منطقة عمل الآخر، ويراعى في ذلك مدى قوة المتسول وقدرته على فرض إرادته في اختيار منطقة ما وخاصة المناطق الحيوية وسط المدينة والمكتظة بالمارة.
منهم من يتظاهر أنه مصاب بعاهة ما، و آخر يرافقه طفل صغير، أما الأطفال منهم فيسيرون حفاة وثيابهم ممزقة… وفي السنوات الماضية تطورت أساليبهم وتنوعت طرقهم فأصبحوا يحملون وثائق وتقارير طبية مزورة أو يتظاهرون أنهم مصابون بعاهة مستديمة والأطفال منهم يبيعون العلكة والبسكوت للإيحاء أنهم لا يتسولون بل يديرون مشروعاً تجارياً.
لا شك أن للوضع الاقتصادي والمعاناة التي فرضتها وأنتجتها ظروف الحرب الأثر و الدور الكبير في تراجع المستوى المعيشي للمواطن، لكن انتشار هذه الظاهرة بكثرة في كل المدن و الأماكن يطرح أكثر من سؤال عن دور الجهات الرقابية ومدى قيامها بمهامها في مكافحة هذه الظاهرة والحد من انتشارها وخاصة أن للمتسولين أماكن ثابتة ودائمة ومعروفة وكأنهم أحد أشجار الزينة على الأرصفة أو أعمدة الإنارة فلماذا لا تتم ملاحقتهم… والأطفال الذين من المفترض أن يكونوا في مدارسهم أو منازلهم نراهم ينتشرون في الشوارع يستجدون العطف فكيف سيكون مستقبلهم وقد امتهنوا التسول وتعودوا على الاتكال والتكاسل… وأين دور الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني في مساعدة المحتاجين منهم حقاً وفي توفير فرص عمل للقادرين منهم.
إن التسول مرض وآفة اجتماعية نما وانتشر في ظل ظروف استثنائية وغير صحية لذلك يجب معالجتها والتخلص منها، وهناك فرق كبير بين تسول المهنة وتسول الحاجة