الثورة أون لاين- هفاف ميهوب:
“تحويل المحن إلى نجاحات، يحتاج إلى شجاعة عظيمة. تلك هي الشجاعة الحقيقية لرجل الأعمال الباكستاني “صدر الدين هشواني”.. وهذه واحدة من خلاصات الحكمة التي سعينا ليتداركها القارئ العربي، من خلال ترجمة السيرة الذاتية لهذا الرجل، حيث يروي فلسفته ورحلته في تجارة الأعمال، وأسرار النجاح وأسس المسير عبر الدروب الوعرة، للوصول إلى أعلى مراتب التفوق التجاري والإنساني”.
هذا ما قدمت به “دار ممدوح عدوان” لكتاب “الحقيقة دائماً تسود” الذي هو عبارة عن سيرة ذاتية. أيضاً، ما ترجمته الكاتبة والشاعرة “ثراء الرومي” وكتجربة دفعها إليها، ما نعيشه من ظروفِ الحصار والوباء وغيرها من أزمات نفسية.
سألناها عن هذه التجربة وهي الشاعرة المتميزة في انتقاء كلماتها، فكان أن أجابت، وبطريقةٍ نلتمس فيها مقدار طموحها ومثابرتها:
“هذا ليس مجرد كتاب عادي، ولا تجربة عادية.. إنه ثمرة مجهود كبير وعذابات مررت بها أثناء ترجمتي له في ظل ظروف استثنائية فرضتها الحرب على سوريتي الغالية، وظروفي الخاصة كأم لثلاثة أطفال صغار يتوجب عليها أن تقلب ساعتها الرملية لتعمل خارج زمن أسرتها، فتحيل الليالي إلى نهارات من العمل الدؤوب.. أمٌّ، تتسابق مع ساعات الفجر الأولى لتنجز فصلاً تلو الآخر، ولقد كان لقصص التحدي والمثابرة التي اكتنزتها دفتا هذا الكتاب، دور تحفيزي كبير أمدني بطاقة هائلة لأواصل الإنجاز عبر مخاض ترجمة، تماهى فيه الألم مع لذة العطاء والإبداع.”
قالت ذلك، دون أن تنسى توجيه الشكر لمن شجعها وساعدها وكان معها.. “فريق مبادرة دعم الابتكار” الذي أصرّ على إخراج هذا الكتاب للشباب العربي، ليكون أمثولة لكل من يواجه ظروفاً تاريخية مشابهة في أكثر من بلد يتعرض لما تعرض له بلدها..
أيضاً، الدكتور “محمد حرفوش” الذي قام بمراجعة ترجمتها، والدكتور “صفوان سلوم” المدقق اللغوي للسيرة التي نختار من فقراتها:
“أترك القرار والحكم لكم، ولكني أزعم أنّه لولا صلابتي وتحلّيَّ بهذه الروح التي لا تعرف القيود، لما وصلتُ إلى ما أنا عليه الآن، فقد ناضلت خلال حياتي مثل أيّ شخص راشد، وحاربت خلال مسيرتي المهنيّة ما اعتبرته ظلماً، كما حاربت الإدارة الجائرة وصغار البيروقراطيّين والمديرين الذين يتملّكهم جنون العظمة.
اسمحوا لي بعد هذا الكلام، ألا أدّعي أن حياتي مجرّد ساحة معركة، بل على العكس، فقد كان فيها الكثير من العطاء..”.
هو الإصرار على الحياة، وعلى تحدي الخوف الذي سببه كوارثها وأزماتها.. على مواجهة أهل الجهل والظلام، بإضاءاتٍ نختم بقول “الرومي” عن سعيها لهزمهما بإبداعاتها:
“لا وقت لديّ للخوف، فواجب الحذر الشّديد من كلّ التفاصيل المحيطة بي، والذّي أتشارك فيه مع كلّ سكّان الكرة الأرضيّة، يستنزف معظم وقتي.
وسط كلّ هذا تتحداني عقارب الساعة وأتحدى نفسي بحثاً عن لُحَيظات بل سويعاتٍ لا تجود بها الحياة عليّ إلّا بشقّ الأنفس. أغبط نفسي لقدرتي على السّهر الطّويل لإنجازِ ما يحلّق بي نحو فضاءاتٍ تسرقني من زحمة هذا الجمود الكونيّ المريع.
آمل أن أكون قد استطعت أن أنقل إليكم شغفي ودهشتي، بكل تفصيل تزخر به هذه السيرة الحافلة بتجارب ملهمة. تجارب تقول للشباب العربي في كل مكان وفي كل لحظة: “نعم نستطيع”.