الثورة أون لاين – زينب العيسى :
منذ بداية الأزمة في سوريّة ظلّ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يردّد في أكثر من مناسبة أنّه لا يعتزم إرسال جنود أميركيين إلى سورية، لكن بحلول تشرين الأول 2015 أرسلت الولايات المتحدة أوّل دفعة من جنود قواتها الخاصة، ثم استمرت بتكثيف وجودها العسكري غير المشروع على الأراضي السورية مدّعية محاربة “داعش”.
ومع استلام دونالد ترامب إدارة البيت الأبيض أوعز لوزارة الحرب الأميركية في 27 كانون الأول 2016 بإعداد “خطة لمحاربة تنظيم “داعش” في سورية على حد زعمه، وتقديمها خلال شهر، وقدّمت وزارة الحرب خطّتها له تحت ادعاء تدمير تنظيم داعش على نطاق واسع، وتكثيف محاربته ليس في سورية والعراق فحسب، إنّما في العالم بأسره تشمل حزمة من الإجراءات العسكريّة والدبلوماسية والمالية مع إعطاء القادة العسكريين صلاحيات أوسع لتسريع عملية اتخاذ القرارات”.
ودخلت قوات الاحتلال الأميركيّة بشكل مباشر في العدوان على سورية عندما نشرت جنوداً في منطقة منبج، إلى جانب ميليشيا “قسد” التي تسيطر على المدينة لمهاجمة وتقييد أي تحرّكات أو لقوات الجيش العربي السوريّ أو للقوات الروسيّة الحليفة.
ولطالما أعلنت الحكومة السورية أن الوجود الأميركيّ على أراضيها غير شرعي، وهو احتلال علني، خلافا للادعاءات الأميركية بمحاربة ” داعش”، والكل بات يعلم بالاعتداءات الأميركية المباشرة على سورية، كالعدوان السافر على مطار الشعيرات أوائل نيسان 2017 بعد اتهامات كاذبة للجيش العربي السوري باستخدام أسلحة كيمياوية في بلدة خان شيخون، وغيرها العديد من الانتهاكات الأميركية للسيادة السورية التي كانت تسعى أميركا من ورائها لحماية “داعش”، وجعلت من هذا التنظيم الإرهابي طريقا وذريعة للانخراط المباشر في الحرب الإرهابية على سورية واحتلال حقولها النفطية. وتعتدي بشكل مباشر ومستمر على مواقع الجيش العربي السوري، وبالأمس استهدفت حاجزا للجيش العربي السوري في ريف الحسكة ما أدى إلى استشهاد جندي، وهي ليست المرة الأولى، فطالما اعتدت واشنطن وحلفائها بشكل مباشر على الجيش أو حتى عبر الوكلاء ..فكيف تكذب وتقول إنها موجودة في سورية لمكافحة الإرهاب في حين أنها تحارب الجيش العربي السوري الذي يقضي على الإرهاب.
إضافة إلى جرائم واشنطن بحق الجيش العربي السوري، هناك جرائم أخرى مثل قيام أميركا بتدمير شامل للبنى التحتية والمصانع، وهي سبق وأن حولت مدينة الرقة إلى مدينة أنقاض، وكذلك في تدمر حيث حمت طائرات المحتل الأميركي عدوان “داعش” على المدينة الأثرية مرتين، وفي كلّ مرة كانت “داعش” تدمّر الكثير من الآثار القيّمة في تلك المدينة العريقة وتقتل مئات المدنيين الأبرياء تحت الحماية الأميركيّة.
وفي جريمة حرب لا تقلّ فظاعة عن جرائم الحرب الأخرى التي ارتكبتها أميركا في سورية، ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الأميركي وبأمر مباشر من دونالد ترامب على حرق المحاصيل الزراعية في سورية، فما فشلت فيه أميركا عسكريّاً طوال سنوات التدمير والتخريب الممنهج، أرادت أن تعوّضه بجريمة أشد وحشية بحق الشعب السوري.
حيث أقدمت طائرات تابعة لقوات الاحتلال الأميركي على إحراق مئات الدونمات من حقول القمح والشعير عبر رميها “بالونات حرارية” فوق الأراضي الزراعية في خمس قرى بريف بلدتي تل براك والهول جنوب شرقي الحسكة.
وسبق هذه الجريمة أيضاً، استيلاء أميركا على النفط والغاز السوري بذريعة حمايته من سيطرة المجموعات الإرهابية التي هي معولها في تدمير الدول.
“قواتنا تحرس النفط والنفط السوري أصبح لنا ” بهذه العبارة سوّغ السارق ترامب لنفسه السيطرة على النفط السوري، وبدأت قوات الاحتلال الأميركيّة بنهب النفط السوري وتهريبه لحرمان الشعب السوري منه.
كذلك تسعى أميركا إلى التأثير على الاقتصاد السوري وسلّته الغذائية واكتفائه الذاتي من خلال فرض “قانون قيصر”، وهي تريد من هذا الأمر الشنيع تركيع الشعب السوري الذي رفض وجود الاحتلال الأميركي والتركي معا، وشكّل مقاومة شعبية لدحرهما.
جرائم المحتل الأميركي لا تعد ولاتحصى، لكن الجريمة الأخيرة باستهداف طائرات الاحتلال الأميركي صباح يوم الاثنين حاجزا للجيش في تل الذهب جنوب شرق القامشلي بعد منع عناصر الجيش مرور دورية أميركيّة، هو جريمة موصوفة واعتداء سافر، حيث حاولت دورية للمحتل الأميركي الدخول إلى منطقة انتشار أحد تشكيلات الجيش العربي السوري المقاتلة في ريف مدينة القامشلي عبر حاجز “رشو” فأوقفهم عناصر الحاجز ومنعوهم من المرور، فأطلقت عناصر الدورية الأميركيّة عدّة رشقات نارية.
وبعد حوالي 30 دقيقة هاجمت حوامتان أميركيّتان عناصر الحاجز بالرشاشات الثقيلة ما أدّى إلى استشهاد جندي وجرح اثنين آخرين…ولكن هذا الحال لايبدو انه سيستمر طويلا .. فالانتفاضة ضد المحتلين وأدواتهم بدأت ولن تتوقف.. والجيش العربي السوري سيتابع مهمته الوطنية حتى تحرير كامل الأرض من الاحتلال والارهاب.
ففي خضم هذه الاعتداءات المتكررة تشهد عدد من البلدات والمدن في الجزيرة السورية غلياناً شعبياً ضد ممارسات ميليشيا “قسد” المدعومة من قوات الاحتلال الأميركيّة والمرتبطة بمخططات واشنطن الرامية إلى نهب ثروات سورية وتقسيمها وسط تزايد الدعوات من العشائر والقبائل العربية إلى التكاتف والتوحد لطرد ميليشيا “قسد” وقوات الاحتلال الأميركيّة والتركية.
حملات الحصار والخطف والاعتداء التي تنفذها ميليشيا “قسد” بحقّ عدد من أبناء البلدات والقرى بريف دير الزور منها الطيانة وذيبان والحوايج والشحيل وقبلها في العديد من مناطق انتشارها بريفي الحسكة والرقة قابلها الأهالي بالمظاهرات والاحتجاجات الداعية لطرد “قسد” وقوات الاحتلال الأميركي من المنطقة ،في الوقت الذي اندلعت فيه اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في العديد من بلدات ريف دير الزور وأسفرت عن طرد ميليشيا “قسد” من عدة قرى وبلدات واستعادة مواقع كانت تتخذها تلك الميليشيات مقراً لها على مدى السنوات الماضية وحاولت خلالها فرض أجندتها المرتبطة بمخططات المحتل الأميركي.
أبناء قبيلة العكيدات العربية في دير الزور تصدّروا الحراك في وجه الاحتلال الأميركي وأذنابه من ميليشيا “قسد” وقادوا العديد من المظاهرات الاحتجاجية في عدد من قرى وبلدات ريف المدينة ما جعل رموزها وشخصياتها الوطنية هدفاً لرصاص الغدر من قبل تلك الميليشيات ومشغلها الأميركي حيث ارتقى عدد من رموزها وأبنائها في عمليات اغتيال.
أميركا لا ترغب بأيّ حلّ في سورية وإنما تعرقل كلّ حلّ سياسي ممكن طرحه، وما علينا كسوريين إلا قطع دابر أيّ محتل أو عميل أو إرهابي في كلّ شبر من سورية، وبكل الطرق والأساليب ، لأن الغطرسة الأميركيّة لا ينفع معها إلا القوة…وقوة المقاومة الشعبية الداعمة للجيش العربي السوري كفيلة بأن تطرد المحتل الأميركي وكل أذنابه من الأتراك ومافيا “قسد”