الثورة أون لاين- ريم صالح :
هو نظام الإرهاب الأميركي، وكعادته لا يستطيع أن يأخذ أي قسط من الراحة عن أذية الآخرين واستفزازهم، فعلى أجنداته الكثير من المشاريع والسيناريوهات العدائية التي تستهدف كل الدول المناهضة لسياساته الهوجاء، وحربة هذا النظام المسمومة تتجه اليوم صوب كوريا الديمقراطية التي عجز عن إخضاع إرادتها ومشيئتها، وإن كان عبر بوابة المناورات العسكرية المشتركة مع جارتها الجنوبية التي تشكل رأس الحربة في المشروع الأميركي العدائي ضد بيونغ يانغ.
ورغم غضب بيونغ يانغ وتوجساتها من أن تكون الاستفزازات الأميركية الكورية الجديدة بمثابة تدريب لغزو أراضيها، بدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اليوم الثلاثاء مناوراتها السنوية العسكرية المشتركة، والتي يُفترض أن تستمرّ حتى 28 آب الجاري، وسيكون لها هدف الإبقاء على نظام الدفاع المشترك” بين البلدين، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الأركان الأميركية المشتركة.
كثيرة هي الرسائل التي تشي بها هذه المناورات التي لا تعدو عن كونها شكلاً من أشكال الاستفزاز الذي يستهدف الجارة الكورية الديمقراطية، حيث نظام البلطجة والعربدة الأميركي لا يكف عن إثارة التوترات، والمناوشات بين الفينة والأخرى في شبه الجزيرة الكورية، وهو دائماً يصب زيته المحروق على نار الأزمة التي افتعلها، وزاد أوارها بين الكوريتين.
بيونغ يانغ لطالما أكدت أنها ترى في المناورات الأميركية الكورية الجنوبية، خطوة غادرة تهدد أمنها القومي، ولا سيما أنها تشدد باستمرار على أنها اتخذت من الاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق، جميع التدابير الممكنة للحد من التوتر العسكري ولخلق جو من الثقة، ولكن بحسب تأكيدها لم تر من الجانب الأميركي خطوات مماثلة وتشعر بالخيانة.
وتشدد بيونغ يانغ التي تبدي استعدادها الدائم لمواصلة الحوار، على أنها لم تعد تنوي التسامح مع الألاعيب المتهورة من جانب الولايات المتحدة، والتي قابلت النوايا الحسنة المقدمة إليها، بإجراءات تعادل الخيانة.
وكانت سيول وواشنطن تعتزمان أولاً بدء هذه التدريبات الأحد قبل إرجائها إثر ظهور إصابات جديدة بالفيروس في كوريا الجنوبية، ما يثير الخشية من موجة ثانية، ليبقى هو توقيت هذه المناورات، الذي يحمل في طياته العديد من الدلالات، فلماذا لم يستطع الجانبان الأميركي والكوري الجنوبي مواصلة تأجيل هذه المناورات بسبب جائحة كوفيد -19 التي لا تزال خارج السيطرة، بل إن أعداد الإصابات بهذا الوباء في تزايد مستمر، حتى وأنها حسب إحصائيات رسمية كورية جنوبية بلغت منذ بداية تفشي الوباء في شباط 15761 إصابة.
يشار إلى أن العلاقات بين الكوريتين في حالة جمود منذ فشل القمة الثانية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون في شباط 2019 في هانوي.
ولم يتوصل البلدان آنذاك إلى توافق وفق متابعين بسبب مناورة نظام العربدة الأميركي ومداورته في المكان، وعدم جديته في حصول اتفاق مع كوريا الديمقراطية ورفع العقوبات الاقتصادية الجائرة على بيونغ يانغ