الثورة أون لاين- زينب العيسى
جريمة قطع المياه عن الأهالي في الحسكة وسيلة عدوانية تركية يشهرها الواهم العثماني بوجه نحو مليون مدني في الحسكة وريفها، للضغط عليهم وابتزازهم، وهم الذين قاوموا وحاربوا وحشيته وصبروا على غطرسة هذا المحتل الغاشم، الذي يعبث بالجغرافية والتاريخ ليعيد عهد سلطنة أجداده البائده، ويحيي بقايا الرجل العثماني المريض.
اليوم اللص اردوغان يقطع المياه ويعبث بالاتفاقيات، في توقيت صيفي وتوقيت صحي عالمي حرج، وهو يساند بذلك جائحة كورونا، حيث لا يبدو أن وباء الاخونجي العثماني يختلف عن وباء كوفيد ١٩، وهذه ليست المرة الأولى ولكنها الأشد حرجا، فحاجة أهالي الحسكة أكثر من ضرورة في هذه المرحلة التي يهدد فيها الفيروس التاجي البشرية بأكملها، من أجل الحفاظ على النظافة ودرء خطر هذا الفيروس.
فصول الابتزاز التركي لا تنتهي ضد مناطق شمال وشرق سورية بعد جريمة هذا المحتل الأخيرة في التاسع من تشرين الأول من العام الفائت عبر إيقافه المتكرر لضخ المياه نحو مدينة الحسكة، حيث قطع المحتل التركي ومرتزقته الإرهابيون خلال عام 8 مرات المياه عن أكثر من مليون نسمة في محافظة الحسكة بعد احتلاله لمدينة رأس العين وسيطرته على محطة علوك التي تغذي مدينة الحسكة بالمياه.
وأمام تلك الحالة التي تبدو مستعصية، لايجد الأهالي كثيرا من خيارات الحل، حيث يلجؤون إلى حفر الآبار السطحية في القرى المحيطة بالمدينة، وهي غير كافية لإرواء ظمأ نحو مليون نسمة، وأيضاً أن هذه الآبار السطحية التي تم حفرها بجهود أهلية غير صالحة سوى للاستخدامات المنزلية فقط.
هي أحوال وظروف عصيبة يعيشها أهلنا في الحسكة بعد تكرار سيناريو حرب المياه الذي أعلنه نظام أردوغان ضدهم مجددا، الأمر الذي يجبرهم على شراء المياه من الصهاريج المتنقلة وبكميات قليلة لا تروي عطشهم ولا تساعدهم في طي مأساة الانتظار اليومي للماء، وبات همهم اليومي تأمين مياه الشرب عبر شرائها وبأثمان مرتفعة، فيما المخاوف تتزايد مع زيادة انتشار وباء كورونا وانعدام البدائل لتأمين المياه.
وفي إطار توزيع الأدوار العدوانية بين أدوات الحرب الإرهابية على سورية، يبرر المحتل التركي جريمته البشعة بقطع المياه عن الأهالي في الحسكة، بحجة إجبار ميليشيا “قسد” العميلة على تزويد المناطق الخاضعة لسيطرة إرهابيي أردوغان بالكهرباء، لتكون هذه المقايضة بين طرفين إرهابيين، وسيلة مشتركة لحرمان الأهالي من المياه، انتقاما من صمودهم ورفضهم لوجود الاحتلالين التركي والاميركي، ومرتزقتهما الإرهابيين.
وبحسب وكالة “سانا”، فقد أكد مدير مؤسسة المياه في الحسكة المهندس محمود العكلة أن الجهود من أجل إعادة تشغيل محطة مياه علوك لم تفلح حتى الآن.. ومعاناة الأهالي مستمرة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على المياه ولاسيما أن لا بديل لمحطة مياه علوك في الفترة الحالية.
وشدد المهندس العكلة على أن الحل الوحيد للوضع المائي في الحسكة هو إخراج المحتل التركي من محطة علوك وتسليمها بشكل كامل لعمال المؤسسة، وغير ذلك يعتبر حلولا مؤقته واستمرارا للمشكلة التي ستتحول في حال الاستمرارية لكارثة بشرية تهدد حياة مليون نسمة.
لكن الأمر لم يتوقف هنا، فآخر الأنباء تشير إلى تحرك الاهالي في مدينة الحسكة وريفها خاصة قرية الضبعة للعمل على طرد المحتل التركي ليلقنوا اردوغان درسا قاسيا، بأن السوريين عموما كالذهب العتيق، كلما تمادى عدوهم بإرهابه، يزداد بريقهم وتلمع رايتهم المقاومة، ليبقى اللافت سكوت المجتمع الدولي على ما يحدث من جريمة موصوفة يرتكبها نظام اردوغان، وعبثه باتفاقيات المياه الدولية، في ظل صمت المنظمات الاممية عن سرقة الثروات المائية والنفطية التي ينهبها الغزاة والمحتلون على مرأى العالم بأجمعه