الثورة أون لاين -عبد الحليم سعود
في جريمة حرب جديدة يرتكبها هذه الأيام رأس النظام التركي رجب أردوغان سليل العثمانيين الأوغاد ومرتزقته بحق أهالي محافظة الحسكة، يعاني ما يزيد عن مليون سوري في هذه المحافظة الخيرة من انقطاع شبه كامل لمياه الشرب وصولاً إلى العطش، بسبب قيام قوات النظام التركي بخنق المحافظة، مستخدمةً سلاح التعطيش بغية تركيع أهلها الشرفاء وفرض أجنداته العدوانية الهادفة إلى تهجيرهم من أرضهم، وتوطين مرتزقته من الجماعات الإرهابية التي تقاتل تحت إمرته مكانهم.
وفيما اقتصر دور الأمم المتحدة على التحذير من انتشار وباء كورونا بين السكان بسبب انقطاع المياه ، تم تنظيم العديد من الحملات الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتضامن مع المحافظة العطشى، والضغط على سلطات النظام التركي لوقف إجرامها بحق الأهالي الرافضين للتدخل التركي في الشؤون السورية، وإعادة ضخ المياه بشكل فوري وعاجل، وضمان عدم تكرار قطعها تحت أي ذريعة منعاً لحدوث كارثة إنسانية في المحافظة.
من الواضح أن النظام التركي المجرم قد فشل في إخضاع أهالي الحسكة لأجنداته العدوانية، وقد بدا ذلك جليا من خلال تظاهراتهم ووقفاتهم الاحتجاجية ضد الاحتلالين التركي والأميركي، واستمرار وقوفهم إلى جانب دولتهم التي تحارب الإرهاب وتقاوم التدخلات الخارجية في شؤونها، فعمد المحتل التركي إلى سياسة العقاب الجماعي لأبناء هذه المحافظة عبر قطع مياه الشرب عنهم، وهو الذي ساهم إلى جانب المحتل الأميركي ومرتزقة “قسد” التي تعمل تحت إمرته بحرق محاصيلهم الزراعية في وقت سابق وتدمير البنية التحتية في المحافظة من كهرباء ومحطات ضخ مياه وصولا إلى الاغتيالات والاعتقالات بحق الرافضين للوجود الأجنبي في أرضهم، وها هو يلجأ إلى ورقة ابتزاز جديدة بحق أهالي المحافظة لتمرير ما عجز عن تمريره بالقوة العسكرية وممارسة الإرهاب والعدوان والاحتلال.
وتأتي هذه الممارسات التركية الحاقدة بحق أهالي الحسكة في أوج الحصار الأميركي للسوريين بما يسمى قانون “قيصر” الاجرامي وإجراءاته الاقتصادية البغيضة التي تستهدفهم في حياتهم ولقمة عيشهم، من أجل إضعاف معنوياتهم وكسر إرادتهم التي ساهمت بإفشال كل المحاولات الأميركية للهيمنة على قرارهم السيادي وإلحاقهم بالمشاريع والمخططات الأميركية المعدة للمنطقة، كما تأتي أيضاً بعد سنوات من مقاومة أهالي الجزيرة السورية للوجود الإرهابي الداعشي المدعوم من الاحتلالين الأميركي والتركي وتمكنهم من دحره بالتعاون مع الجيش العربي السوري، في وقت يعاني فيه الأهالي من درجات حرارة عالية وحاجة ماسة للمياه بعد أن دمر النظام التركي محطة ضخ علوك التي لا بديل عنها في الوقت الحالي لتزويد المحافظة بمياه الشرب.
يشار إلى أنها المرة الثامنة التي يلجأ فيها النظام التركي ومرتزقته لإغلاق محطة علوك التي هي بالأساس مصدر مياه الشرب الوحيد لمدينة الحسكة وأريافها، وتقع محطة الضخ قرب مدينة رأس العين الخاضعة حالياً لسيطرة المرتزقة المدعومين من قبل النظام التركي.
وتتفاوت مدد انقطاع المياه، لتتراوح بين أسبوع إلى عشرين يوماً، (كما في الصالحية، والمفتي، وضاحية كوردو)، وهذا يعود إلى تقسيم المدينة إلى مناطق، كما أن ضخ المياه ضعيف، حسب ما تقول مصادر أهلية في المحافظة، حيث قام مرتزقة أردوغان بوقف ضخ المياه من محطة علوك في 13 من شهر آب الجاري.
وقد فرض انعدام وجود المياه، أن تتحول إلى سلعة تزيد الأعباء المالية على من لم يكن في بالهم أنها قد تصبح مرتفعة الثمن، إلى حد أن بعض الأهالي قاموا ببيع أثاث منازلهم للحصول على المياه، حيث اضيفت تكلفة المياه حالياً إلى أعباء كثيرة يعاني منها الأهالي بسبب الحصار الاقتصادي الأميركي على السوريين.
وقد لجأ الأهالي في سبيل الحد من معاناتهم المتفاقمة إلى حفر الآبار السطحية في القرى المحيطة بالمدينة، ولكنها غير كافية لإرواء مدينة بمليون نسمة، لأن الآبار التي حفرها البعض على نفقتهم الخاصة غير صالحة للشرب كونها مياه مختلطة ملحية ملوثة بمياه الصرف الصحي، ولا توجد مصادر أخرى للمياه”
وثمة من يقول إن مياه الآبار السطحية “لا تصلح للشرب، وتستخدم في التنظيف فقط” كما أنها ستشكل خطورة “مع مرور الزمن لأن حفر تلك الآبار سيؤدي إلى تكهفات وانهدامات وهذا ما لا تُحمد عقباه”
وقد انتشرت في بعض شوارع المدينة خزانات وصهاريج، إلا أن تلك الخزانات لاتكاد تُملأ حتى تفرغ بعد أقل من نصف ساعة، بتأثير الطلب الشديد عليها نتيجة العطش وحالة الحر الراهنة التي تزيد الحاجة إلى المياه