الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
مع تصاعد التوتر بين اليونان وتركيا على خلفية تصعيد نظام أردوغان استفزازاته وانتهاكاته البحرية في منطقة المتوسط، تحاول ألمانيا أن تلعب دوراً للتخفيف من عمق هذه الأزمة بين الطرفين، تجنباً لحدوث ما قد يخرج عن السيطرة الأوروبية والدخول في متاهات أخرى وتفاصيل أكثر تأجيجاً.
فمع قيام اليونان وتركيا اليوم بإجراء تدريبات عسكرية متزامنة ومتوازية في شرق البحر الأبيض المتوسط، أخذت الماكينة الألمانية تشغل عضلاتها السياسية للتخفيف من حدة ما يجري مع تكثيف أنقرة لاستفزازاتها، خاصة وأن ألمانيا تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، حيث جاء التحرك الألماني عبر زيارة يقوم بها وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بمهمة وساطة بين أثينا وأنقرة، خلال زيارة للبلدين، داعياً إلى الحوار والانفراج في التوتر حول التنقيب عن الغاز.
وقال ماس في برلين اليوم الثلاثاء قبيل مغادرته إلى أثينا التي يزورها للمرة الثانية في أقل من شهر: إن نافذة الحوار بين اليونان وتركيا يجب الآن أن تكون مفتوحة على وسعها وألا تغلق، مضيفاً، بدلاً من استفزازات جديدة، نحن نحتاج إلى اتخاذ تدابير انفراج وإلى بدء محادثات مباشرة.
وكان وزير الخارجية الألماني وخلال لقاء عُقد قبيل ظهر اليوم، شددّ ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس على ضرورة خفض التصعيد، وقالت الحكومة اليونانية في بيان: مبادرة ألمانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي تعمل بشكل إيجابي في هذا الاتجاه.
كما التقى بعدها ماس نظيره اليوناني نيكوس ديندياس قبل أن يعقد اجتماعاً بعد الظهر في أنقرة مع وزير خارجية النظام التركي مولود تشاوش أوغلو.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس صباح الثلاثاء للتلفزيون الرسمي “ارت” إن لدى أثينا “هدف ترسيم الحدود البحرية في المنطقة”، وبين أن ألمانيا من خلال تواجدها في أثينا وأنقرة، تحاول إيجاد مخرج عاجل للمأزق الذي تسبب به الموقف التركي.
سألمانيا التي تخاف وتخشى حالياً من حدوث تصعيد جديد بين تركيا واليونان العضوين في حلف الأطلسي، أصدرت وزارة خارجيتها بياناً جاء فيه أن التصعيد لا يمكن إلا أن يلحق الضرر بالجميع وخصوصاً المعنيين مباشرة في المكان.
ومع هذه التطورات المتدحرجة نحو مزيد من الخطورة حيث الخوف والقلق يسيطر على أوروبا، دعا الاتحاد الأوروبي بلسان وزير خارجيته جوزيب بوريل، أنقرة إلى أن توقف فوراً عملياتها للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، فيما سيتطرق الاتحاد إلى الخلاف الذي يعني بشكل مباشر اليونان وقبرص العضوين في التكتل، في 27 و28 آب الجاري في برلين.
وكانت أنقرة نشرت في العاشر من آب الجاري سفناً حربية في منطقة تطالب اليونان بالسيادة عليها، ما أجج التوتر مع أثينا وأثار قلق أوروبا، فيما أعلن رئيس النظام التركي رجب أردوغان الجمعة الماضية أن بلاده ستكثّف عمليات التنقيب في شرق المتوسط، كما قررت أنقرة الأحد الماضي تمديد وجود سفينة عروج ريس للمسح الزلزالي في هذه المنطقة لمدة أربعة أيام، أي حتى 27 الجاري.
