ثورة أون لاين – رامز محفوظ :
رغم المحاولات الأميركية المتكررة منذ عقود للوقوف بوجه التقدم التكنولوجي والاقتصادي للصين، والضغط على الحليف الأوروبي وخلق الذرائع الواهية لإجباره على عدم التعامل مع المنتجات التجارية الصينية، وفي ظل رغبة الكثير من دول العالم التوجه نحو السوق الصينية التي أثبتت قدرتها وجدارتها على منافسة المنتجات الأميركية وتفوقها عليها، يبدو أن الأميركي الذي بات يجد نفسه عاجزا اليوم عن الوقوف في وجه تقدم المارد الصيني، بات يتجه لترطيب الاجواء والتقارب مع بكين، عبر البحث عن صيغة جديدة يحاول من خلالها الاستفادة من الخبرات الصينية في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي خلفها فيروس كورونا والتقرب منها مجددا من أجل تنفيذ الاتفاقيات التجارية المبرمة بين البلدين التي عطلتها واشنطن مسبقاً، وإخماد نار الحرب التجارية التي افتعلتها واشنطن والتي انعكست بشكل كبير وسلبي على الواقع الاقتصادي الأميركي.
فبعد أشهر من انقطاع المحادثات وسط تدهور العلاقات الثنائية، اتفق المفاوضون الصينيون والأميركيون اليوم الثلاثاء على تنفيذ الاتفاق التجاري الثنائي، وهو نقطة التفاهم الأخيرة المتبقية بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين.
وبين مسألة فيروس كورونا المستجد والتجسس وهونغ كونغ وحقوق الإنسان وإغلاق قنصليات بين الجانبين، تزايدت القضايا الخلافية بين بكين وواشنطن التي اشعلت نيرانها الاخيرة منذ أن وقعتا في 15 كانون الثاني اتفاق “مرحلة أولى” وضع حدا لحرب تجارية كانت مستمرة منذ سنتين.
وفي محاولة للبحث عن مخرج ينجي الاقتصاد الأميركي من الانهيار نتيجة فشل السياسات الاقتصادية الأميركية في التعامل مع المرحلة الراهنة التي خلفها توجه الأميركي نحو تسعير الخلافات مع الجانب الصيني والتهرب من الالتزامات المبرمة بين واشنطن وبكين، أعلن مكتب ممثل التجارة الأميركي في ختام محادثات هاتفية أجراها روبرت لايتهايزر مع نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي أنّ الطرفين يلمسان تقدّماً، ومصمّمان على أخذ الإجراءات اللازمة لضمان نجاح الاتفاق.
وأضاف البيان أنّ وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين شارك في هذه المحادثات الهاتفية.
من جهتها أعلنت وزارة التجارة الصينية أنّ الطرفين أجريا حواراً حول تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلّي للبلدين.
وأفادت أنّ الطرفين اتّفقا على تهيئة الظروف والأجواء لمواصلة دفع تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة.
هذا وتعهدت الصين بموجب الاتفاق الموقع في كانون الثاني بشراء سلع وخدمات أميركية إضافية بقيمة 200 مليار دولار على مدى عامين، تشمل بضائع تتراوح من السيارات والآلات والنفط إلى المنتجات الزراعية.
من جانبها، تعهدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتعليق أي زيادة جديدة في الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية.
وكانت الإدارة الأميركية الحالية قد ضاعفت في الآونة الأخيرة هجماتها على الصين، قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني من العام القادم، وفي ظل تراجع ترامب في استطلاعات الرأي.
وتسعى الإدارة الأميركية لإقناع حلفائها باستبعاد هواوي من نشر شبكة إنترنت الجيل الخامس “5 جي”.
وفي أول جولة يقوم بها في الخارج منذ أزمة كورونا، يزور وزير الخارجية الصيني وانغ لي اعتبارا من اليوم الثلاثاء خمس دول أوروبية سيدعو فيها محاوريه إلى عدم الرضوخ للضغوط الأميركية بشأن هواوي.
وكان لي ندد أمس لدى استقباله نظيره المجري في الصين بالمضايقات من طرف واحد التي تمارسها الولايات المتحدة ودعا إلى فتح الأسواق بشكل متبادل.
