ثورة اون لاين-بيداء قطليش:
وجهت جائحة فيروس كورونا (كوفيد19) منذ تفشيه ضربة موجعة للاقتصاد العالمي، وعاثت فيه دمارا حتى أصابه الشلل في كل الدول، وذلك عبر إعاقة الإنتاج والخدمات والمواصلات والنقل والسياحة والتسوق، وإضعاف العرض والطلب نتيجة تحول بعض المدن إلى مدن أشباح كما شهدنا في الصين وأوروبا وبعض الولايات الأميركية، إضافة إلى تكاليف التصدي والاحتواء التي فرضتها الحكومات والدول من عمليات إنقاذ ودعم وإجراءات احترازية لقطاع الصحة والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية بتكاليف باهظة، وما رافق ذلك من حالة الارتباك وعدم اليقين التي فرضها الفايروس، وحالة الإحجام التي ولدها تباعا في مجالات الاستثمار والإنفاق والسياحة، وتقويض الاقتصادات وبث الفوضى في عدد لا يحصى من الأحداث الرياضية والسياسية والثقافية والدينية.
وفي الوقت الذي لايزال فيه الفيروس يواصل تفشيه في كافة أنحاء العالم مسجلا أكثر من 810 آلاف وفاة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن حوالي 120 مليون شخص من العاملين في قطاع السياحة، قد يفقدون وظائفهم بسبب آثار وباء فيروس كورونا المستجد، وأضاف: قطاع السياحة يوظف واحدا من كل عشرة أشخاص على وجه الأرض، ويوفر سبل العيش لمئات الملايين غيرهم، مشيرا إلى أن وباء فيروس كورونا يدمر صناعة السياحة.
وفي بريطانيا قال اتحاد الصناعات البريطاني إن شركات تجارة التجزئة البريطانية خفضت أكبر قدر من الوظائف منذ الأزمة المالية وإنه يتوقع تسارع وتيرة فقدان الوظائف، ما يضاف إلى علامات التحذير من الارتفاع الحاد المتوقع في البطالة.
كما أظهرت بيانات، انخفاضا غير متوقع في المبيعات هذا الشهر، وهو ما يتناقض مع ارتفاع الطلب في الآونة الأخيرة من جانب المستهلكين بعد انتهاء إجراءات العزل العام المفروضة لمواجهة فيروس كورونا.
وفي قطاع السفر البريطاني، ألغيت أكثر من تسعين ألف وظيفة أو هي معرضة للإلغاء بسبب الوباء، وفق جمعية وكلاء السفر “أبتا”.
كما تحولت جزيرة سردينيا، الوجهة السياحية الشهيرة بسبب شواطئها الخلابة، إلى “مركز” للفيروس هذا الصيف، ويتضمن هذا الأمر خطر أن يتفشى المرض في كل المناطق الإيطالية عندما سيعود أكثر من 250 ألف مصطاف متواجدين على الجزيرة إلى منازلهم في الأيام المقبلة.
وفي جنوب إفريقيا، يتوقع أن يستغرق الخروج من الركود المعلن عام 2020، خمس سنوات، وفق الأمم المتحدة التي تخشى ارتفاعاً حاداً في مستوى الفقر والتفاوت الاجتماعي.
وفي البيرو تجاوز عدد الإصابات عتبة الـ600 ألف وأودى الوباء بحياة 150 شخصاً، وأحصت البرازيل 565 وفاة أكثر من اليوم السابق، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 115300 وفاة في هذه المرحلة.
وتفرض كل يوم قيود جديدة، إذ إن الدول تريد بأي ثمن محاولة وقف تفشي الإصابات لتجنب فرض العزل من جديد على سكانها.
ووضعت ألمانيا مناطق فرنسية مثل إيل دو فرانس وباريس وبروفانس ألب كوت دازور في خانة المناطق ذات المخاطر بسبب ارتفاع عدد الإصابات فيها.
وحذّرت وزارة الخارجية الألمانية على موقعها الإلكتروني من الرحلات السياحية غير الضرورية إلى هذه المناطق، ما يعني أنه يتعين على المسافرين العائدين إلى ألمانيا من هناك أن يجروا فحص الكشف عن كوفيد-19 وأن يخضعوا لحجر صحي بانتظار النتيجة.
وأعلنت السلطات القبرصية أن فرنسا ستنتقل الى الفئة ج (سي)، وهي الدول التي يفرض على القادمين منها الحجر الإلزامي لمدة 14 يوما، كما تفرض قبرص على الذين ينفذون الحجر، إجراء فحص جديد للكشف عن الفيروس في اليوم الثاني عشر.
وتعتزم إسبانيا التي تجاوزت عتبة الـ400 ألف إصابة، فرض “تدابير صارمة” في العاصمة مدريد، مثل عزل مناطق محددة أو الحد من حركة السكان، وفق ما أعلن مدير مركز الطوارئ الصحية في وزارة الصحة فيرناندو سيمون.
وفي الوقت الذي لاتزال الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء في العالم مع 883 وفاة جديدة وقرابة 72 ألف إصابة جديدة في يوم واحد، دعت الأمم المتحدة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول للحد من “الوطأة المدمرة” لوباء كوفيد-19 على القطاع السياحي الذي يشكل مصدر العائدات الرئيسي لبعض الدول.