الثورة :
قال المتحدث باسم حزب “العدالة والتنمية” التركي، عمر جيليك، إن أنقرة ترى أن عملية نزع السلاح الجارية في المنطقة ينبغي أن تشمل جميع الأذرع المسلحة التابعة لحزب “العمال الكردستاني”، وعلى رأسها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في سوريا، و”حركة الحياة الحرة الكردستانية” (PJAK) في إيران، وليس فقط الجناح المسلح للحزب في شمال العراق.
وفي مقابلة مع قناة “TV100″، أوضح جيليك أن رؤية تركيا للأمن الإقليمي تتطلب إنهاء الوجود المسلح لجميع التشكيلات المرتبطة بـ PKK، معتبراً أن “قسد” و”وحدات حماية الشعب” (YPG) و”حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) ليست سوى امتدادات مختلفة لكيان واحد يحمل الأيديولوجيا ذاتها.
وأكد المتحدث التركي أن أنقرة ترى في سوريا دولة موحدة ذات سيادة، ولا يمكن القبول بوجود قوات مسلحة خارج نطاق مؤسساتها الرسمية. وشدد على ضرورة دمج “قسد” ضمن الجيش السوري تحت إشراف الدولة المركزية، محذرًا من أن بقاء قسد كقوة منفصلة سيُبقي على التهديدات المزدوجة تجاه الأمن التركي والسوري.
وأضاف جيليك أن تركيا لن تسمح بوجود كيانات مسلحة انفصالية بالقرب من حدودها، معتبرًا أن الهدف الاستراتيجي لأنقرة هو إقامة “دولة بلا إرهاب”، ودعم استقرار دول الجوار من خلال تفكيك البُنى المسلحة التي تهدد الأمن الإقليمي.
في تطور ميداني مرتبط، شهدت محافظة السليمانية شمال العراق الجمعة مراسم رمزية مثّلت بداية عملية تفكيك حزب “العمال الكردستاني”، حيث ألقى أول فصيل تابع له السلاح داخل كهف “جاسنه” التاريخي في ناحية سورداش، معلنًا التزامه بقرار الحل وإنهاء الصراع المسلح.
وجاءت هذه الخطوة استجابة لرسالة مصوّرة وجهها زعيم الحزب عبد الله أوجلان من داخل محبسه، أعلن فيها للمرة الأولى منذ أكثر من 25 عامًا نهاية “مرحلة الكفاح المسلح”، ودعا فيها إلى اعتماد العمل السياسي السلمي كخيار وحيد للمستقبل.
وكان الحزب قد أعلن رسميًا في 12 أيار الماضي حله الذاتي، وإنهاء كافة أنشطته العسكرية، تنفيذًا لنداء أوجلان الذي صدر في شباط 2025، والذي طالب فيه بإنهاء جميع مظاهر العمل المسلح المرتبط بـ PKK داخل وخارج تركيا.
هذه التطورات تفتح بابًا واسعًا لإعادة تشكيل العلاقة بين تركيا والمكونات الكردية في المنطقة، في وقت تتقدم فيه الجهود السياسية لإغلاق صفحة من الصراع المسلح استمرت أكثر من أربعة عقود، وأثقلت كاهل المنطقة بالنزاعات والتوترات.