تداعيات قطع المياه عن الحسكة من قبل قوات الاحتلال التركي . المراكز الصحية تستقبل نحو ألف حالة نتيجة استخدام مياه مجهولة المصدر . أكثر من ٣٠٠ بئر تم حفرها في الشوارع وعلى الأرصفة .
ثورة أون لاين – يونس خلف :
ثلاث نقاط أساسية يلخص بها محافظ الحسكة اللواء غسان حليم خليل واقع أزمة المياه في الحسكة نتيجة سيطرة قوات الاحتلال التركي على محطة ضخ علوك .
النقطة الأولى : أنه نتيجة المتابعات والاتصالات التي جرت سواء عبر الضامن الروسي أم مع المنظمات والمؤسسات الدولية تم السماح للورشات الحكومية بالدخول إلى محطّة مياه علوك وهي تقوم بأعمال الصيانة .
والنقطة الثانية هي عدم وصول مياه الشرب إلى مدينة الحسكة حتى الآن .
أما النقطة الثالثة التي يؤكدها المحافظ في سياق حديثه اليوم خلال زيارتنا له للاطلاع على الوقائع الأخيرة فهي
تعرّض الكابلات المُغذّية للآبار للسرقة من قبل قوات الاحتلال ومرتزقتهم ما أدّى إلى الإضرار بعمل المحطة وبالتالي
لاحلّ فعلياً لمشكلة المياه إلّا بعودة العاملين والفنيين الحكوميين إلى المحطّة لتشغيلها بطاقتها الكاملة، وتوفير احتياجات السكان من مياه الشرب .
واقع الحال نحو الأسوأ :
إذا أردنا أن نتحدث اليوم إضافة إلى كل ما قلناه في مواد صحفية سابقة حول الأزمة وتداعياتها وكيف يمكن رسم الصورة الواضحة لملامح الحياة اليومية للناس في الحسكة وماذا يحصل وكيف يتصرف الناس . وماذا يقولون وكيف يتعاملون مع الازمة التي تهدد بوقوع كارثة نتيجة العطش أولاً واحتمال انتشار الأمراض بسبب استخدام مياه الآبار السطحية ومياه من مصادر أخرى لا تخضع للتحليل والتعقيم فإن أول ما يجب الإشارة إليه هو زيادة الاعباء المادية على المواطنين الذين يشترون المياه الصالحة للشرب بمعدل يومي لا يقل عن خمسة آلاف ليرة للشرب فقط وبمعدل وسطي عشرة الآف ليرة كل اسبوع لشراء المياه من مصادر مختلفة للاستخدام المنزلي الغسيل وغيره . والأمر الآخر الذي بدأ يثير القلق هو المخاوف من انتشار الأمراض الناتجة عن استخدام مياه من مصادر غير معروفة عبر الصهاريج المتنقّلة وثمة تأكيد حول وجود حالات لدى المراكز الصحية وعيادات بعض الأطباء نتيجة استخدام مياه غير صالحة للاستهلاك البشري ومن هذه الحالات ما ذكره مدير صحة الحسكة الدكتور محمد رشاد خلف بإن المركز الصحّي المحدث وسط مدينة الحسكة استقبل أكثر من ألف حالة إصابة بالإسهال والإقياء نتيجة شرب المياه الملوثة من الآبار والصهاريج، ما يشكّل خطراً على حياة الأهالي وينبه مدير الصحة إلى إن الحالة الصحّية في المدينة صعبة نتيجة عدم توافر مياه صالحة للشرب والغسيل والتعقيم، في ظلّ ارتفاع حالات الإصابة المسجّلة بفيروس كورونا في المحافظة .
أيضاً تجدر الإشارة من ضمن وقائع تداعيات الأزمة إلى قيام الأهالي
بحفر آبار سطحية في عدد من أحياء المدينة، بهدف الاستخدامات المدنية، وللتعويض عن غياب مياه الشرب وتم حفر عدد من الآبار حتى في الأرصفة أمام سكن المواطنين وهنا ايضاً يؤكد
مدير المياه في الحسكة، المهندس محمود العكلة إن عدد الآبار السطحية التي قام بحفرها الأهالي بلغ نحو 300 بئر في أحياء المدينة و إن مياه هذه الآبار غير صالحة للشرب وإنما للغسيل والاستخدامات المنزلية الأخرى .
الاحتلال هو السبب :
ومع تفاقم الأزمة وغياب الحلول يدرك المواطن في الحسكة أن سبب كل ما يحدث هو سيطرة قوات الاحتلال على محطة ضخ المياه في علوك ويعود المواطن ليستذكر ان حرب المياه لتركيا ليست جديدة فهي التي حفرت
آلاف الآبار على الجهة المقابلة لمدينة رأس العين المحتلة وتسببت بجفاف نهر الخابور الذي كان يغطي كامل احتياجات محافظة الحسكة من مياه الشرب وسياسة المحاصيل ويذهب الفائض ليصبح في نهر الفرات عبر قرية البصيرة في دير الزور .
وبالعودة إلى الحلول والإجراءات فإنه رغم وصول رسالة أهل الحسكة إلى كل انحاء،العالم وكافة المؤسسات الدولية فإن الأصوات المرتفعة لم تلق اي صدى ورغم أن الأنظار تتجه إلى الأمم المتحدة وهيئاتها ومنظماتها وإلى المجتمع الدولي للضغط على النظام التركي إلا أنه لم تتوافر حتى الآن أي مؤشرات على وجود من يريد الحل أو من يستطيع الحل . مع التذكير هنا بأن قرارات الأمم المتحدة تؤكد أنه لا يمكن استخدام المياه كسلاح لتحقيق أغراض سياسية لأن ذلك يعد عملاً إجرامياً وغير إنساني ولا سيما قرارات الجمعية العامة لعام 2010 التي نصت بوضوح على أنه لا يمكن استخدام المياه لأغراض سياسية .
الحل الأمثل :
ويبقى الحل الوحيد والدائم الذي ينتظره أكثر من مليون مواطن في مدينة الحسكة وعدد من البلدات والقرى هو آبار ومحطة علوك وتشغيلها من قبل عمال مؤسسة المياه الحكومية بالحسكة أما الحديث عن آبار ومصادر أخرى فلا معنى له لأنه لا يستند إلى معلومات من أصحاب الاختصاص ولا يوفر الحل الأمثل والدائم.