ثورة أون لاين _ فؤاد مسعد:
سعت الفنانة ربى المأمون عبر خياراتها الفنية إلى تحقيق حالة من التنوع فجسدت مختلف الشخصيات مكرسة حضورها الفني ومثبتة جدارتها وموهبتها الصادقة ، واليوم تخوض تجربتين مختلفتين الأول سينمائية والثانية تلفزيونية ، ولكن أي فرق بينهما ،خاصة أن الكثير من الفنانين ينحازون لعوالم الفن السابع ويرونه الخيار الأبقى ، فما وجه الاختلاف الذي يلمسونه فيه وما الذي يجذبهم إليه ؟.. تجيب قائلة : السينما فيها تفاصيل أكثر وعمق ومساحة أكبر ومُتاح لك استخدام أدواتك كممثل أكثر من الدراما التلفزيونية التي تكون أدوات الممثل فيها محدودة ضمن النطاق المكتوب في النص ودون التركيز على التفاصيل بما فيها تفاصيل العوالم الداخلية للممثل ، أما في السينما فالأمر مغاير تماماً ويكون التركيز حتى على الحركة والنظرة ..) ، وعن خصوصية الفيلم القصير ترى أنه يعبّر عنا بشكل أكبر بحيث يتم إيصال الفكرة بشكل مختصر ومكثف .
وتتحدث عن مشاركتها في الفيلم القصير (زمكان) موضحة أنها تؤدي فيه شخصية سارة ، تقول : (يحكي الفيلم عن وجع مررنا به ، إذ يتناول الفيلم قصة أصدقاء يحبون بعضهم البعض وكانوا يداً واحدة ، ولكن تخسرهم سارة فجأة بسبب الحرب الأمر الذي ترفضه وتستنكره ، فنعيش معها لعبة من الخيال حيث تتخيل أنهم لا يزالون في حياتها ، وقد اشتغلت على تفاصيل الشخصية وإحساسها سعياً لإيصالها بمصداقية عالية ، والفيلم من إخراج وليد الدرويش وتأليف روان العبد وإنتاج المؤسسة العامة للسينما) ، وتشير إلى أنه تجربتها الثانية مع المخرج بعد الفيلم القصير (تشيز) الذي عرض مؤخراً ، وحول أصداء عرضه تقول : (كانت أصداء جيدة ، ولكن مما لا شك فيه أنك لن تجد عملاً ينال إعجاب الجميع ، فقد سمعنا وجهات نظر مختلفة ، ولكن أحياناً يكون النقد لمجرد النقد وإحباط مشروع ما ، وأحياناً أخرى تجد النقد البناء الإيجابي الصادر عن محبة بدافع أن تتدارك الخطأ لتصل إلى المكان الأفضل ، وهذا النقد الذي أفضله ، فالفنان ينقد عمله دائماً) .
أما على صعيد الدراما التلفزيونية فقد انتهت الفنانة ربى المأمون مؤخراً من تصوير دورها في عشارية ضمن مسلسل (رياح الجبل) إخراج ظهير غريبة ، وتشير إلى أنها تحكي عن امرأة كانت تعيش حياة طبيعية ، متزوجة ولديها طفلة صغيرة ، ولكن بسبب حب الذات تُصاب بالأنانية وتبدأ الاهتمام بالموضة وأمور الحياة مما أدى إلى صدمة الناس بها ولكنها على الرغم من ذلك كله ترى انها على حق ، وتدفعها أنانيتها للتخلي عن ابنتها . وحول حدود المبالغة في تقديم شخصية عليها إظهار شغفها بالموضة ، تقول : (أتت المبالغة من خلال طريقة الأداء فقط ولم تكن من خلال الملابس ، فالهدف كان اظهار فكرة أن أنانيتها أدت إلى حالة نفسية جعلتها تتعجرف على الواقع وعلى زوجها وابنتها وصديقاتها ، فلجأت للتعامل بفوقية للوصول إلى حلمها) . وعن رأيها فيما ينبغي أن تتجه الأعمال الدرامية نحو إنجازه ، تقول : تتجه الدراما نحو الواقعية بشكل أكبر لتحكي عن وجع الشارع ، وأرى أن طرح هموم الناس من الموضوعات الهامة خاصة أن لدينا الكثير من الشرائح والأمور التي يمكن أن نحكي عنها .